...
Img 20250909 wa0007

 

شعر: حسين العلي 

 

يا مَن تُطلُّ كأنّها فجرُ التمنّي

وتُذيبُ صمتَ الليلِ من دونِ ندمِ

 

عيناكِ فيها من لغاتِ العاشقينَ

ما لا يُقالُ بحُجّةٍ أو في قلمِ

 

تسري إليَّ كأنّها همسُ الرُّبى

أو لحنُ وجدٍ ضاعَ في قلبِ الألمِ

 

فإذا ابتسمتِ رأيتُ كونًا باسِمًا

وإذا سكتِّت توجّعَتْ كلُّ الكلمِ

 

وأُحبُّها… لا عن هوىً متكلَّفٍ

لكنْ كذنبٍ خالطَ القلبَ العدمِ

 

ما خابَ ظني حين همتُ بسحرها

فالحسنُ فيها ليسَ وهمًا يُتّهمِ

 

إني وجدتُ الحبَّ طفلًا في يدي

يبكي ويضحكُ… دونَ لا أو نِعَمِ

 

ويقولُ: إنّي قد خُلقتُ لأجلِها

فامنحْ فؤادَك، واتركِ القلبَ حكمِ

 

وأبيتُ أكتبُها على جدرانِ قلبي

ما بينَ وجدٍ أو دعاءِ محترمِ

 

هيَ طيفُ عمرٍ غابَ عنّي برهةً

فأتيتُ أركضُهُ بعينِ المُغتنمِ

 

ما كنتُ أعلمُ أنّ حبَّكِ فتنتي

وأنينُهُ قد صارَ ملحَ تألُّمِي

 

فإذا نظرتِ رأيتُ نورًا نازفًا

يغزو جفوني كالبكاءِ المكتتمِ

 

أنا لا أُبالغُ حين أكتبُ عن هَوًى

قد علّقَ الروحَ المعذَّبةَ في عَدَمِ

 

لكنّني أهوى… كأنّي عابدٌ

ما عادَ يحتملُ التجلّي في فَهِمِ

 

وإذا رحلتِ تركتِ عمري ساهرًا

يبكيكِ في صمتٍ كموجٍ مُضطَرِمِ

 

تبقينَ في قلبي كأنّكِ آيةٌ

نُسجتْ على وترِ البكاءِ المُحتَدمِ

 

ما ذابَ صوتُكِ في الليالي مرّةً

إلّا تساقطَ بينَ أضلاعي نَغَمِ

 

فامنحيني من عيونكِ طلعةً

لتُحيي قلبَ طفلٌ هَرمِ

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *