...
File 0000000014086243b857ba480892aa47

 

شعر: أمل سامح 

 

كيف يهرب طفل من الظلام؟

كيف يعرف وجه النهار، بينما الأرض تنهار؟

أطفال لم يولدوا إلا ليعرفوا الخوف…

أرواحهم معلقة بين صدى القصف ومرارة الدمار.

 

صرخ ابني الصغير… شعرة الكيرلي الأبيض

تتلوى بين يدي، كحلمٍ اختُطف قبل أن يُولد،

ذهبت لأجلب له ضوء النهار…

لكن النهار لم يأتِ، والموت سبقني بخطواتٍ بطيئة،

المشفى صامتٌ، لكنه يصرخ بالدماء…

وجوه مسطحة، أشلاء تتناثر، كل شيء مباح،

أطفال، شيوخ، نساء… تنتهي الحياة في لحظة.

 

أمهات ينوحن، أصواتهن تتلوى كالريح بين الجدران،

يحاولن أن يداوين ما لا يُداوى،

أن يبوحن بما يكسر الروح،

لكن الدماء تتحدث نيابة عنهن…

أبناؤهن مسطوحون، أحلامهم مسمومة،

الركام يبتلع كل شيء،

والحزن يحكم على كل قلب بلا استئذان.

 

اليوم يموتون… وغدًا قد نكون نحن،

الريح تهمس بالكوابيس، والظلال تتسلق الجدران،

والصمت يصرخ أكثر من أي كلمات،

والروح تهيم بين الركام… تبحث عن خلاصٍ لا يأتي،

إلا في دعاءٍ صا

مت، وأملٍ يتلوى تحت الرماد.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *