...
Img 20250929 wa0592

 

الكاتبة رضوى سامح عبد الرؤوف

 

لأول مرة يجول هذا السؤال بعقلي؛ ألا وهو: هل فاقد الشيء لا يعطيه، أم مفتقد الشيء يعطيه؟ هل يوجد فرق بين فاقد الشيء ومفتقد الشيء؟

 

الحقيقة أنني كنتُ مخطئة من قبل عندما تحدثت عن الشخص فاقد الشيء يستطيع أن يعطي، والحقيقة أن المعنى كان خطأ؛ لأن المقصود ليس فاقد الشيء يستطيع أن يعطيه، بل مفتقد الشيء يستطيع أن يعطيه؛ لأن الفاقد لا يعرف معنى الشيء الذي فقده، وممتنع عنه، ولم يتذوقه بعد؛ سواء كان شعور حب أو حنان أو أمان. طالما لا يعرفه، فهو لا يدرك معناه أو قيمته.

 

ولكن مفتقد الشيء، فهو الذي تذوق شعورًا جميلًا ما بفترة من حياته، لمرة، ثم انحرم منه فيما بعد، ولم يستطع تذوقه طوال حياته مرة أخرى؛ مثل: الحب، العناق، الأمان مع شخص ما، الثقة بشخص ما.

 

كل هذه المشاعر إذا تذوقها المرء لمرة، ولكن لم تدم على فترات طويلة؛ ولذلك يظل المرء طوال حياته يحاول إيجاد ما يفتقده تجاه المقربين له، أو بالأشخاص الخارجين.

 

ولكن، رغم افتقاده لمشاعر الحب، إذا رأى أحدًا يفتقد مثله لهذه المشاعر، سيحاول أن يعطيه دون أن يفكر، أو أن يضع نفسه رقم واحد أمام بئر الحرمان والفقدان.

 

إنني لم أكن أدرك الفرق بين الفاقد والمفتقد، وهذا ربما يكون خطأ بنفسي، قبل أن يكون خطأ بحق القُرّاء. ولكنني أعترف بهذا الخطأ، واليوم أُقِدم على إصلاحه، وأوضح المفهوم الحقيقي بين الفاقد والمفتقد.

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *