حوار: بحر علاء
من أكثر الدوافع التي تجعلني متحمساً للمواصله هو ترك الأثر.
1. العالم يعجّ بالناس، ولكن القليل يتاح لهم شرف معرفتك… فهل تكرّمت بإطلاعنا على نبذة عنك؟
– بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الخلق، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد ..
أنا الكاتب عبدالرحمن عصام نوح، ابن قرية الكرنك، مركز أبو تشت، محافظة قنا، قرية العلم والعلماء، خريج معهد هندسة المساحة والخرائط وتكنولوجيا المعلومات الجغرافية، وطالب بجامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا قسم الشريعة الإسلامية.
2. ما الذي يحمّسك للعمل في مجالك الحالي؟
– من أكثر الدوافع التي تجعلني متحمسًا للمواصلة هو ترك أثر، على الأغلب هذا هو العمل الذي أسعىٰ إليه دومًا أن يكون لي بين ناظري أحدهم كلمات تلامس روحه، وربما تكون تتغييرًا لمساره في الحياة، فترك الأثر هو الهدف الذي يجول خاطري دومًا أثناء عملي هذا.
3. إن طلب منك وصف موهبتك بكلمة واحدة، فماذا ستكون؟ ولماذا؟
أصفها بكلمة “صوت”.
– لأن الكتابة ليست مجرد حروف تُسطر، بل هي صوتي الداخلي وهو يتجسد على الورق، يُعبر عني حين تعجز الكلمات العادية عن ذلك، ويصل إلى القلوب حتى وإن لم أكن حاضرًا، هي صوتك العميق الممتد في الآخرين.
4. ما أكثر ما تحبه في هذا المجال؟ وما أكثر ما يزعجك فيه؟
– أكثر ما أحبه في مجال الكتابة أنها تمنحني مساحة لتكوين نفسك بصدق، ولإخرج ما في داخلي بحرية، كأنها عالمي الخاص الذي تصوغ فيه رؤيتي، وأترك فيه أثري، وأجد من خلاله وسيلة للتواصل العميق مع الآخرين.
أكثر ما يزعجني في المجال:
أنه أحيانًا أصطدم بعدم التقدير الكافي لما أكتب، أو بتوقعات الآخرين التي قد تفرض علي شكلًا أو مضمونًا لا يشبهني، وأحيانًا يكون التعبير أصعب من الإحساس نفسه، فأشعر أن الكلمات لا تفي بما بداخلي.
5. كيف تسعى لتطوير ذاتك ومهاراتك باستمرار؟
– لتطوير ذاتي ومهاراتي بإستمرار، أحتاج خطة واضحة، مش مجرد نوايا عامة، أقدر أرتبها لك على شكل خطوات عملية ..!
١- التشخيص أولًا:
أحدّد بدقة نقاط قوتي (مثل الخيال، الأسلوب الأدبي، أو القدرة على التعبير).
أدوّن نقاط ضعفي (مثل ضعف التنظيم، قلة الاطلاع، أو محدودية المفردات).
أعمل قائمة واقعية وصادقة.
٢- التغذية المستمرة:
اقرأ بانتظام في مجالات متنوعة (أدب، فكر، فلسفة، علوم إنسانية).
اعتمد القراءة النشطة: أدوّن اقتباسات، أعلّق عليها، وأحاول صياغتها بطريقتي.
٣- التدريب المنهجي:
أخصص وقتًا ثابتًا يوميًا للكتابة (حتى لو نصف ساعة).
أختر موضوعًا محددًا لكل جلسة: قصة قصيرة، مقال، خاطرة، أو تحليل نص.
أراجع كتاباتي بعد فترة بعيون الناقد، لا الكاتب.
٤- المراجعة والتغذية الراجعة:
أعرض أعمالي على قراء موثوقين أو كتاب أكثر خبرة.
أتقبّل النقد بجدية، وأحاول تحويله إلى خطوات تحسين.
٥- بناء المعرفة واللغة:
أطوّر مفرداتي: أحفظ كلمات جديدة، وأستخدمها في جملي.
أدرس بعض الأساليب الأدبية والبلاغية عن وعي، ثم أطبّقها تدريجيًا.
٦- التجارب والمشاريع:
أشارك في مسابقات، أو ابدأ مشروعًا كتابيًا (مدونة، كتاب، سلسلة مقالات). فالتجربة العملية تعطني خبرة لا تعطيها النظريات.
٧- الاستمرارية والانضباط:
أضع أهدافًا شهرية قابلة للقياس (مثل: كتابة 10 مقالات، قراءة 3 كتب)، أتابع إنجازاتي بشكل دوري لأتأكد من التقدّم.
6. حين تراودك فكرة جديدة، كيف تبدأ في تنفيذها وإخراجها للنور؟
– سأجاوبك بشكل عملي يسهّل عليكِ تحويل أي فكرة من مجرد خاطر إلى نص مكتمل:
١- التقاط الفكرة فورًا:
لا أتركها تهرب، أدوّنها في مفكرة ورقية أو على هاتفي حتى لو بكلمات قليلة جدًا، المهم ألا تضيع.
٢- توسيع الفكرة:
أجلس مع نفسي واسأل؟
ما جوهر هذه الفكرة؟
ما الرسالة أو الإحساس التي أريد أن تصل للقارئ؟
ولمن أكتبها؟ (قارئ عام، لجنة، صديق، نفسي).
٣- رسم خريطة سريعة:
أضع نقاطًا أساسية أو تسلسلًا بسيطًا: بداية – وسط – نهاية، أو مشهد – صراع – حل، حسب نوع النص (قصة/مقال/خاطرة).
٤- الكتابة الحرة الأولى:
أكتب بلا توقف ولا رقابة داخلية، لا أفكر في الوزن والجمال والنقد، فقط أخرجها كما هي، هذه المسودة هي النفس الأول للنص.
٥- المراجعة والتلميع:
بعد أن أبتعد قليلًا عنها (حتى لساعات)، أعد وصقلها:
أحذف التكرار.
أقوِّم اللغة والأسلوب.
أضف تفاصيل أو صورًا أدبية تجعلها أعمق.
٦- الإخراج للنور:
أشاركها مع قارئ أتثق به أولًا لتأخذ انطباعًا.
ثم أنشرها أو أقدّمها في المساحة المناسبة (مسابقة، منصة، كتاب).
٧- التعلم من كل تجربة:
كل فكرة أتكتبها وأخرجها للنور تمنحني خبرة جديدة. ألاحظ: ما الذي أحب الناس فيه؟ ما الذي شعرت أنه ناقص؟ واعتبر ذلك خطوة للكتابة التالية.
7. أين ترى نفسك بعد عام من الآن؟
– أرىٰ نفسي في مكانة متقدمة عما هو الأن بعون الله تعالى وفضله.
8. ما نوع البيئة التي تشعر فيها بالراحة والإبداع؟ وهل تسعى لخلقها بنفسك أم تفضل أن يوفّرها غيرك؟
– أحب بيئة القراءة، أن يكون كل ما حولي يشدني لها، سواء كانت مكتبات وكتب متوفرة، أو قراء كثيرون حولي، بالتأكيد أسعى لتوفير البيئة الأنسب لي بنفسي، اعتمادي كله يكون على حالي.
9. ما هو تعريفك للنجاح على الصعيدين الشخصي والمهني؟
– النجاح عندي ليس مجرد الوصول إلى محطة نهائية، بل هو حالة من الاتزان والنمو المستمر، على الصعيد الشخصي أراه في قدرتي على أن أكون أقرب إلى ذاتي الحقيقية يومًا بعد يوم، أن أحيا بقيم أؤمن بها، وأبني علاقات صادقة، وأترك أثرًا طيبًا في من حولي مهما كان بسيطًا. أما على الصعيد المهني فهو أن أطور مهاراتي باستمرار، وأوظف ما أملكه من موهبة في الكتابة والتعبير لأصنع قيمة حقيقية، وأن أرى ثمرة جهدي تنعكس في إنجاز ملموس، أو في وعيٍ يتشكل لدى قارئ، أو في مساحة أوسع تمنحني أثرًا واستمرارية، النجاح عندي هو أن أجمع بين رضاي الداخلي وسعيي الخارجي، بين شغفٍ يضيء روحي وعملٍ يضيف للحياة معنى.
10. في رأيك، هل للذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي دور في بنائك المهني ووصولك إلى أهدافك؟ وكيف؟
– نعم، أرى أن للذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي دورًا مؤثرًا في بنائي المهني ووصولي إلى أهدافي، لأنه يفتح أمامي آفاقًا جديدة للتعلّم والتطوير الذاتي بشكل أسرع وأكثر دقة؛ فمن خلاله أستطيع الوصول إلى مصادر معرفية واسعة، وتحليل معلومات معقدة بوقت قصير، والحصول على أدوات تساعدني في تحسين كتابتي وصقل أسلوبي، بل وحتى تنظيم وقتي ومشاريعي بشكل أكثر فاعلية. التكنولوجيا اليوم تمنحني مساحة للتعبير والنشر على نطاق أوسع، وتضعني في دائرة تواصل مع جمهور متنوع، وهو ما يعزز حضوري المهني ويمهّد لي فرصًا لم يكن من السهل الوصول إليها سابقًا. وبقدر ما أستخدم هذه الأدوات بوعي وحكمة، بقدر ما تصبح عونًا لي على تحويل طموحاتي إلى واقع ملموس.
–