...
Img 20251001 wa0022

كتب محمود عبدالله

 

المجتمع عبارة عن مجموعة بناءات ولكل بناء مجموعة من المعايير والقواعد التى تحكمه ،

فالبناء الأقتصادى له معاييرة ، والبناء الأجتماعى له معاييرة ، والبناء الديني له معاييره وكذلك في كل بناء من بناءات المجتمع ، والفرد قبل ان ينضم لأي بناء من هذه البناءات له الحرية المطلقه في أختيار وتقرير ما يريده ، ولكن مع أنضمامه لأي بناء تصبح الحرية مقيده بمجموعة القواعد التى تنظم ذلك البناء ،

وعندما يخرق الفرد أي قاعدة وجب علية تنفيذ العقوبة التى توجد في اللوائح المنظمه لذلك البناء ،

تلك هي فكرة القواعد والمعايير التى وضعها الأفراد المسئولين عن إدارة المجتمع لضبط المجتمع والنهوض به إلى الأعلى والتحكم في سلوكيات الأفراد بداخله ،

ومثال على ذلك العامل في أحد المصانع أو الموظف في أحد الشركات قبل أن ينضم للعمل شئ وبعد أن ينضم شئ أخر ، فهو يتبع قواعد العمل من الأستيقاظ باكراً والعمل لعدد ساعات معينه ، حتى إنقضاء المدة المتفق عليها قبل بدء العمل ليحصل عليها ، فهو لا يحصل على الأجر قبل عمله ، وإن أخطأ في أي شئ يخصم من أجره ،

ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى ،

لنمعن النظر في كيفية وضع الخالق للقواعد التى تحكم الكون بأكمله وتُسَير أموره ، لتتحكم في شكل سلوكيات الأفراد داخل هذا الكون ، وميز الأنسان بالعقل ومعرفة ما هو صحيح وما هو خاطئ وما هو ضار وما هو نافع ،

وعرض الأمانه على الخلائق أجمعين السموات والأرض والجبال فأبى كل ذلك أن يحملها ،

وحملها الأنسان ليكون موكل بخلافة الله في الأرض والعبادة كما أمره الله ،

فجعل العبد المؤمن الطائع لأوامره والمنتهي والواقف عند نواهيهه هو الحر في الآخره ،

فالأيمان بالله يقتدى أتباع أوامر الله في كل شئ ،

فأنت كعبد من خلق الله حر في أختياراتك وهى التي تتحكم بمصيرك في الآخره عند الوقوف بين يده ،

ولكن أذا أردت النجاه عليك أن تكون حريتك مقيده بقواعد وأوامر الله الذي وضعها للأنسان خلال وجوده في الحياة الدنيا ،

فطاعتك مقيده بما أمرك الله به من صلوات وصدقات وحج وصوم وكل ذلك ،

وحياتك وحيداً مقيده بأوامر الله التى يجب أن تتبعها ،

وحياتك الزوجيه مقيده بما أحل الله لك وبما حرمه عليك ،

وأكلك وشربك مقيد بما أحل الله من طعام وشراب ، فلك الحق فقط أن تأكل وتشرب ما أحل الله وتنتهي عما نهي عنه ،

وملبس كل من الرجال والنساء مقيد بما أراد الله للرجل ،

وبما أمر الله المرأة أن ترتدي ،

فلبس الرجل لابد ان يكون موافق للشرع يستر العورة ،

كما يقف الرجل امام الله في الصلاة ،

وكذلك المرأة لباسها يسترها يغطي بدنها كاملاً ولا يشف ولا يصف ولا يظهر مفاتنها ، كما ترتدي في الصلاة أيضاً ،

ويجب أن نعلم على سبيل القياس أن ما لا يجوز أرتدائه في الصلاة لا يجوز أرتدائه خارجها خصوصاً في الأماكن العامه وأمام الأجانب ،

حتي تربية الأبناء وضع الله لها القواعد التى يجب أن تتبعها لأنك ستسأل عنها أمام الله ،

لم يخلق الله الدنيا عبثاً والأنسان أن كانت له الحرية المطلقه في الدنيا ولن يحاسب عليها يوم القيامه أصبح كالحيوان ، فالحيوان هو الذي يأكل مايريد ويظهر عورته أمام الجميع ويقضي حاجته وقتما يشاء وفي أي مكان ،

حرية الانسان حرية مقيده بأوامر الله لا ينبغي الخروج عليها ،

الحرية المطلقه لن تكون إلا في الجنه ففي الجنه تأكل كما شئت وتشرب ما شئت ، ليس عليك إلا أن تشتهي فقط ، ولك من الحور العين ما تشاء ، كل ما هو حرام عليك في الدنيا حلال لك في الجنه ،

ولكن لا تنظر إلى محرمات الدنيا السرقة والزنا والجرائم ،

ففي الجنه لا تحتاج لشئ لتسرق ، ولا تحتاج للزنا لإن لك من الحور العين ما شئت وبكراً في كل مره تأتيها ،

والخمر حلال لك في الجنه ،

فلا يوجد جرائم لإن الغل والحقد والحسد قد نزعوا من نفس أبن أدم بدخوله الجنه ،

حريتك في الدنيا مقيده وبدخولك الجنه تصبح حريتك مطلقه ،

وأعلم أن الحر في الدنيا عبد في الآخره

وأن العبد في الدنيا حر في الآخره .

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *