...
C336f026 3399 49ed 8ad9 c220762b3e67

حوار : مؤمن علي

في رحلة مفعمة بالتحديات والطموحات، التقت مجلة الرجوة الأدبية باللاعب الصاعد زياد محمود خليل، الملقب بـ”سمكة”، أحد أبرز المواهب الشابة في كرة القدم المصرية، والذي لم تمنعه الظروف القاسية من السعي خلف حلمه.. في هذا الحوار الخاص، نغوص في تفاصيل رحلته، ونكشف جوانب لم تُروَ من قبل عن مشوار طفل يركض نحو المجد.

بدايةً.. عرّفنا بنفسك لجمهور “الرجوة”؟

أنا زياد محمود خليل، شهرتي “سمكة”، من مواليد عام 2009، أعيش في مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية.

كيف بدأت رحلتك مع كرة القدم؟

بدأت منذ أن كان عمري خمس سنوات، حيث التحقت بأكاديمية، وبدأت التدريب فيها حتى صنعت لنفسي اسمًا. أول نادٍ التحقت به رسميًا كان “نادي الشعلة” بالقاهرة عام 2023، بعدما اجتزت عدة اختبارات في إنبي ولكن لم يحالفني التوفيق في المرحلة النهائية، وهناك التقطني أحد المدربين، وأوصاني أن أبدأ من الصفر، وفعلاً اختبرني نادي الشعلة ووقّعت معهم بعد أسبوع واحد فقط من التدريب.

حدثنا عن تجربتك مع نادي الشعلة.. ما أبرز اللحظات التي لا تنساها؟

لعبت معهم لمدة عام، وكان رئيس القطاع كابتن ميدو جابر، وكابتن مصطفى الونش مدرب فريق 2009، وكابتن كريم محمد مدرب 2007. من أجمل لحظاتي كانت حين سجّلت هدف الفوز في اللحظات الأخيرة ضد فريق النصر للتعدين وأنا ألعب في مركز “هاف لفت”. كذلك أول مباراة لي كانت ودية وسجلت خلالها “هاتريك”، وكانت بداية قوية لي.

كم مباراة خضتها مع فريقي 2009 و2007؟

مع فريق 2009 لعبت جميع المباريات الرسمية والودية تقريبًا، أما مع فريق 2007 فخضت حوالي 10 أو 12 مباراة، لأن أغلب وقتي كان مع مواليدي، ولكن بعد تألقي في أول مباراة، قرر كابتن كريم ضمي بشكل دائم لفريقه.

وماذا بعد الشعلة؟

انتقلت إلى نادي الريماس، وهو نادٍ في بلدنا، حيث كنت أتدرب معهم مسبقًا. رئيس النادي عرفني وقدمني للمدير الفني، ووقّعت رسميًا معهم. هذه هي ثالث سنة لي مع النادي، ولعبت معهم موسمين متتاليين مع فريق 2007.

بين الشعلة والريماس، نلاحظ محطة هامة في مشوارك.. نادي وادي دجلة، حدثنا عن هذه التجربة؟

وادي دجلة كان حلمًا لي، فقد علمت عن الاختبارات عبر “فيسبوك”، وذهبت ونجحت في ثلاث مراحل، ثم دخلت فترة معايشة مع الفريق ولعبت مباريات، وتم توقيعي معهم. لكن للأسف، لم يتم تدبير سكن لي، فكنت أضطر للنوم في الشارع أو في المساجد، ولم أكن أتناول طعامًا كافيًا، وكانت حالتي الصحية سيئة جدًا، وهو ما أثّر على أدائي في الملعب. حاولت التماسك، لكن الأمور خرجت عن السيطرة، فاضطررت للرحيل والعودة إلى الريماس.

ما أصعب موقف واجهته خلال هذه التجربة؟

أن أبقى أسبوعًا كاملًا في الشارع دون مأوى ولا طعام، وأخفي عن والدتي الحقيقة وأقول لها إنني أقيم عند أصدقائي، لأن والدي -رحمه الله- كان قد توفي، ولم أرد أن أزيد من حزنها. لكن رغم المعاناة، لم أفكر للحظة في التراجع. كنت أؤمن بحلمي فقط.

ومَن أكثر شخص توجه له رسالة شكر في مسيرتك؟

والدي، رحمه الله، كان سندي الأكبر. حضر معي جميع الاختبارات، وشجعني دائمًا، وكان سببًا في تمسكي بحلمي.

ما هو حلم زياد “سمكة” الأكبر؟

أن أرتدي قميص منتخب مصر، ولو لدقيقة واحدة فقط. هذا الحلم يرافقني منذ الصغر. كذلك أطمح إلى الاحتراف في أوروبا، وأتمنى اللعب لأكاديمية “لاماسيا” بنادي برشلونة، لأنها تصقل اللاعبين منذ الصغر.

وهل ما زلت تطمح للعب في وادي دجلة؟

نعم، فالنادي محترم جدًا، والتدريبات على أعلى مستوى. وقّعت معهم بعد مجهود كبير وتحمل ظروف قاسية، لذلك ما زال في قلبي مكان خاص لهذا النادي. لكن إن لم يكن لي نصيب، فأي نادٍ محترم يراني ويقدر موهبتي، فأنا مستعد.

كيف تستعد للفترة القادمة؟ وما خطتك؟

أُركّز تمامًا في التدريبات، أتمرن بكل جد واجتهاد، وأعتمد على الله أولًا وأخيرًا. أسعى لأن أكون جاهزًا في أي وقت تُتاح لي فيه الفرصة، وسأشارك مع الريماس في الدوري القادم إن لم أحصل على عرض أفضل.

رسالة توجهها للشباب الذين يمرون بتجارب قاسية مثلك؟

تمسكوا بحلمكم مهما كانت الظروف، لا تيأسوا ولا تسمعوا لكلام الناس السلبي. وثق بنفسك واعتبر نفسك أفضل لاعب في مصر، هذه ليست غرورًا بل ثقة. واهتموا بصلاتكم، فهي سر كل توفيق.

ختامًا، يثبت زياد “سمكة” أن النجاح ليس حكرًا على من سلكوا الطرق الممهدة، بل هو من نصيب من حفروا طريقهم بأيديهم وسط الصخور. قصة كابتن زياد رسالة لكل شاب أن الطموح لا يعترف بالعوائق.. وأن من يحمل حلمًا صادقًا، فإن الله لن يخذله.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *