حوار : آدم عبدالعزيز
في البداية، كيف بدأت مسيرتك الكروية؟ ومن الذي اكتشف موهبتك أو شجّعك على اللعب في نادٍ؟
بدأت مسيرتي في مركز شباب قريتي، وكان هناك مباراة ودية مع أكاديمية الزمالك، وحضرها الكابتن عصام يحيى، مدير الأكاديمية. هو من اكتشف موهبتي، وتواصل مع والدي من أجلي، ثم التحقت بالأكاديمية، وكان دائمًا يشجعني ويحفزني.
والدي ووالدتي أيضًا لم يقصّروا معي في أي شيء، وكل الشكر بعد الله عز وجل يعود لهم، ولعائلتي التي كانت دائمًا سندًا لي، وطبعًا للكابتن عصام يحيى.
الكابتن عصام كان يحرص على ترتيب زيارات من أندية مختلفة للأكاديمية، وفي إحدى الزيارات جاء كابتن أيمن اليماني من نادي الزمالك، وأُعجب بلعبي كثيرًا، واصطحبني إلى الزمالك.
قضيت سنة ونصف في الزمالك خلال موسم 2020–2021، ولكن القيد كان مغلقًا وقتها، وواجهت بعض المشاكل، فلم أُقيد في القائمة. كان هناك كلام كثير عني داخل النادي، حتى أن الكابتن أيمن اليماني قال لي إنه سيرسلني إلى نادي الجزيرة القريب من النادي الأهلي، والحمد لله لعبت معهم موسمًا.
بعدها انتقلت إلى نادي الترسانة، وبقيت هناك حوالي ستة أشهر، لكن بسبب الدراسة لم أستطع الاستمرار. ثم جاءتني فرصة للانضمام إلى نادي العين الإماراتي، لكني كنت في مرحلة الثانوية العامة، ووالدي قال لي: “ركز في الثانوية”، ولم أسافر.
بعد ذلك، انضممت إلى نادي بلدية المحلة، وبقيت معهم قرابة عام، لكن بعد التقديم للكلية، لم أُكمل معهم.
رغم كل ذلك، ما زلت أتمرن وأؤدي ما عليّ، وجاءتني فرصة للانضمام إلى نادٍ في البحرين في بداية شهر يونيو، لكن بسبب الامتحانات، والدي قال لي: “خلّص امتحاناتك أولًا، وأنا معك”.
واضح أن مشوارك مليء بالمحطات… هل كانت لك تجربة مع نادي المقاولون العرب؟
نعم، بالفعل. خضعت لاختبارات في المقاولون العرب، وكان هناك كلام جيد عني، وقالوا لي: “أنت معنا، وسنتواصل مع ولي أمرك”، ففرحت وظننت أنني سأوقّع معهم.
شاركت مع الفريق حوالي شهر، وكنت أتمرّن بانتظام، لكن للأسف، أحد المدربين ظلمني، وكان السبب في أنني لم أُكمل معهم.
كنت قد وصلت لمرحلة إرسال أوراقي الرسمية، لكن بسبب هذا الظلم، لم يتم الأمر. وأنا لن أسامح هذا المدرب أبدًا.
ما هي الأندية الثلاثة التي تتفاوض معها حاليًا؟
أفضل عدم ذكر أسمائها احترامًا للمفاوضات الجارية، وأتمنى أن تكتمل الأمور على خير قريبًا إن شاء الله.
وما طموحاتك في الفترة المقبلة؟ هل تطمح للاحتراف مباشرة أم اللعب في الدوري الممتاز أولًا؟
طموحي الأول هو الاحتراف الخارجي، إن شاء الله.
لكنني زملكاوي جدًا، ولو أُتيحت لي الفرصة للعب في نادي الزمالك طوال حياتي، حتى دون مقابل، سأوافق فورًا، ولا مانع لديّ.
ما اسم شهرتك في الملعب؟
اسمي الحقيقي هو محمود محمد صلاح الدين، لكن شهرتي في الملاعب هي “محمود صلاح الدين أرنولد”، أو “حوده أرنولد”.
إذًا، أنت تلعب في مركز الظهير الأيمن؟
ألعب في وسط الملعب، وأيضًا كظهير أيمن. هذان هما أكثر مركزين أؤدي فيهما بشكل جيد.
وما سبب تسميتك بلقب “أرنولد”؟
عندما كنت في الزمالك، كنت ألعب كصانع ألعاب. الكابتن محمد جمال والكابتن عصام مرعي أطلقوا عليّ لقب “بوما”، وكانوا ينادونني بـ”الجوكر”.
لكن في الترسانة، كان ترينت ألكساندر أرنولد قد بدأ يسطع نجمه مع ليفربول، ولعبت مباراة ودية أمام الإسماعيلي، وانطرد الظهير الأيمن من فريقنا، فطلب مني المدرب أن ألعب في هذا المركز.
الحمد لله، قدّمت أداءً ممتازًا، سواء من حيث العرضيات أو الاستخلاص والافتكاك، ومن وقتها بدأ يطلق عليّ اسم “أرنولد”.
كنت أتابع ليفربول ومبارياته باستمرار، وتأثرت كثيرًا بأرنولد، وتعلمت منه كثيرًا، وهو مثلي الأعلى في هذا المركز.
من تشجع من الأندية الأوروبية؟
ريال مدريد ومانشستر سيتي.
وفي ختام هذا الحوار، ما النصيحة التي تحب أن توجهها للشباب الذين يحلمون بتحقيق حلمهم في لعب كرة القدم؟
أول شيء، علاقتك بالله سبحانه وتعالى. الصلاة مهمة جدًا، ويجب أن تكون بطمأنينة وخشوع.
ثانيًا، الأب والأم… الإنسان من غيرهم لا شيء، وهما السبب بعد ربنا في تحقيق أي حلم.
ثالثًا، الثقة بالنفس، والتعلم والثقافة. لكن أهم شيء أن تكون الثقة حقيقية وليست غرورًا.
وأنصح كل من لديه حلم أن يتمسك به، ويفكر فيه دائمًا، وسيسعى الله لتحقيقه ولو بعد حين. وإن لم يتحقق الحلم الذي طالما سعيت إليه، فربما يكون الله قد خبّأ لك ما هو أفضل منه بمراحل.
لا تيأس، ولا تستسلم أبدًا، وابقَ قريبًا من الله، ومن والديك، واثقًا في نفسك، ومثابرًا على التعلم، وإن شاء الله سيكون القادم أجمل.