...
Img 20250923 wa0497

 

 

الكاتبة إيمان شلاش

 

نقاش بين: روحي الطفولية، وواقعي المُهان.

 

روحي الطفولية: كيف حالكِ يا فتاة؟ هل حققتِ ما خططنا له وسعينا لأجله؟

واقعي المُهان: أهلاً يا أجمل ذكريات العمر… أهلاً يا أجمل أيام عمري… أنا بخير، ولكني محطم كثيرًا من الداخل.

لا، لم يسمحوا لي أن أحقق ما كنا نخطط لأجله.

ذكرياتي الطفولية: لكن لماذا؟

ألم نتعاهد على أن نحقق كل ما حلمنا به وتعبنا من أجله؟ لما تخاذلتِ؟

واقعي المُهان: لا، لم أتخاذل، أنا فقط كبرت ورأيت العالم من أرض الواقع.

الواقع يختلف جدًا عن أحلامنا وطموحنا. كبرت وفهمت أن ليس كل ما نريده يتحقق، ولا كل ما نسعى لأجله نأخذه.

أنا آسفة… لم أستطع تنفيذ تلك العهود. قصّوا أجنحتي، وبتروا أصابعي، ومزّقوا روحي.

ضغوطات…

ضغوطات…

ضغوطات…

روحي الطفولية: ولكنكِ ما زلتِ في عقدكِ الثاني، لما كل هذه الخيبات؟

واقعي المُهان: إنه عقد الضياع… عقد الانكسارات… عقد التشتت.

تتخرج وأنت في منتصف عقدك الثاني، وكلك حماس، فتُصدم بواقع أسود.

لا شهادتك تنفعك، ولا علاماتك الجامعية، ولا سمعتك الحسنة.

ما ينفع حقًا هو كم لديك من المال كي تحصل على وظيفتك المناسبة، من هو قريبك الذي يدفع بكِ نحو ما تريدين، إلى المنصب الذي تحلمين به.

روحي الطفولية: ألهذا الحد عالم الكبار ظالم؟

واقعي المُهان: نعم، لهذا الحد وأكثر. لا أنتِ تشبهين نفسك، ولا المكان الذي تجلسين فيه يشبهك.

كل الوجوه مزيفة، كل الفرص ضائعة، أحلامك تُنسى، وتصبح هزيم الواقع.

أنا أعتذر لكِ، لم أستطع تحقيق نفسي ونفسك.

 

روحي الطفولية: إذًا فلن أكبر، سأبقى طفلًا صغيرًا يلهو ويأخذ كل ما يريد.

واقعي المُهان: أجل… أجل.

لا تكبري، ولا تحلمي، فلن تستطيعي تحقيق شيء من تلك الأحلام.

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *