كتبت/ هناء علي
قد يظن البعض أن العمر شرط لتحقيق الأحلام، غير أن سارة الغريب تثبت العكس.
كاتبة مصرية ومصممة موهوبة، جمعت بين الدراسة والعمل والشغف، لتبرهن أن الإبداع لا يُقاس بالعمر ، هيا نقترب من رحلتها في هذا الحوار الخاص بمجلة الرجوة .
1. من هي سارة الغريب كما ترين نفسكِ؟
سارة الغريب… إن تحدثنا عن الحياة الدراسية فستبقى مثالًا صادقًا للتفوق، وإن تحدثنا عن مجال الأعمال فستنال لقب أول مُحاربة سعت في ميدانها وحققت نجاحًا كبيرًا. أمّا في عالم الكتابة والتصميم، فهي تملك من المميزات ما لا يُحصى، وليس ذلك غرورًا بل ثقة بالنفس وشعور بالفخر والاعتزاز بما حققته.
2. كيف اكتشفتِ ميولكِ للكتابة والتصميم رغم صغر سنكِ؟
منذ البداية كانت البيئة المحيطة بي غير داعمة، بعيدة عن الكتب والتصميم والثقافة الفنية. بدأت في أوقات فراغي بكتابة قصص خيالية على أوراق بسيطة، وكان من يطّلع على سَردها يتعجب أنني صاحبتها!
لم أنكر أنني كنت صغيرة لا أجيد الإملاء جيدًا، لكن بالمثابرة والجهد تمكنت من تطوير نفسي. لم أكتفِ بالكتابة، بل نَمَت داخلي بذرة المصممة حتى اشتركت في دورات تصميمية وأدبية، فأتقنت الكتابة والتصميم بلا حدود.
3. ماذا يعني لكِ أن يكون لكِ عمل خاص وأنتِ في هذا العمر؟
لن أنكر أن الأمر شاق، لكنه ممتع للغاية. جمعت بين هواياتي ودراستي لأصبح فتاة محاربة. فالعمل لم يعد وظيفة بل أصبح جزءًا من حياتي لا أستغني عنه.
4. كيف تتعاملين مع من يستهين بعمركِ حين تقدمين نصائح أو دورات تدريبية؟
كنت أعتبر هذا السؤال نصيحة لكل من هم في سني. في البداية أخفيت الأمر كأنه سر، لا أريد أن يعرف أحد أنني كاتبة أو مصممة خشية السخرية. لكنني أدركت أن بقائي حبيسة جدران منزلي لن يحقق لي شيئًا.
واجهت بعض السخرية أول الأمر، ثم فوجئت أن كثيرين من حولي يملكون الموهبة نفسها ولكنهم يخشون الإعلان عنها. فأصبحت قدوة لهم، وشجعتهم على إظهار مواهبهم دون خوف. ومنذ ذلك الحين لم أعد أهتم بكلام أحد ما دمت أفعل ما أحب.
5. ما أول نص كتبته وشعرت أنه بداية رحلتكِ ككاتبة؟
كانت قصة قصيرة على أوراق متناثرة بعنوان من أنا، كتبتها وأنا في التاسعة من عمري، وبها أخطاء كثيرة. لكنها كانت البداية التي أيقظت في داخلي يقينًا بقدرتي على تنمية موهبتي.
6. من الكُتّاب الذين ألهموكِ في بداياتكِ؟
لم أعتمد على فكرة أن الكُتّاب المشهورين وحدهم هم مصدر الإلهام، بل تأثرت بكاتبات صغيرات لم يُعرفن، وكنّ يستحقن التقدير. وإن تحدثت عن قدواتي من الكبار فهم كثيرون، ومن أبرزهم: د. حنان لاشين، والأستاذ أسامة المسلم.
7. ما التحديات التي واجهتكِ كفتاة صغيرة تدخل مجال الكبار؟
أصعب ما واجهت أن الناس كانوا ينظرون إلى سني لا إلى كتاباتي. لم تكن البيئة داعمة، لكن عائلتي الصغيرة وأصدقائي ساندوني فلم أهتم بالباقين. وأكبر تحدٍّ كان في صبري؛ فأنا فتاة ملولة جدًا رغم امتلاكي الموهبة. لذلك اتجهت إلى النصوص القصيرة والتصاميم البسيطة، وما زلت أجاهد لتخطّي هذا الملل حتى أنشر وأبدع بلا قيود.
8. برأيكِ، ما الذي يجعل الكتابة قادرة على ترك بصمة في القلوب؟
الكثير… فهناك من يكتب لقب “كاتب” دون أن ينقل شعورًا، وهناك من يكتب بقلبه فيسكن نصه أرواح القرّاء. الكتابة الحقيقية تخاطب القلوب قبل العقول، وإن خرجت من القلب أحدثت أثرًا عميقًا في القارئ.
9. إذا خُيّرتِ بين الكتابة والتصميم والعمل، أيّها الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
لا أستطيع اختيار واحد منها. أجد نفسي في الكتابة والتصميم معًا، فهما يكملان بعضهما. أنا كاتبة تحلم أن تكون استثنائية تُخلّد بصمة في قلوب القرّاء، ومصممة تسعى لترك بصمة بصرية مميزة. هما عندي كالعُمر والروح لا يُستغنى عن أحدهما.
10. ما رسالتكِ للفتيات في عمركِ اللواتي يرين أن الأحلام صعبة المنال؟
واجهن العالم بلا خوف من السخرية، وثقن أنكنّ قادرات على بلوغ أحلامكنّ مهما بدا الطريق عسيرًا. اجتهدن بكل ما تملكن، ولن يضيّعكن الله أبدًا.
11. ما رأيكِ في “جروب ارتقاء” كمنصة لدعم المواهب الشابة؟
هو من أعظم المجموعات التي احتضنت موهبتي واحترمت أفكاري ولم تُحبطني أبدًا. فجزيل الشكر للمسؤولين والأعضاء وكل من فيه.
#هناء_علي
#ارتقاء