الكاتبه أمل سامح
وها أنا أنهض… من بين أنقاض نفسي.
أتنفّس بعمقٍ، كأن الهواء مسموم، وكأن كل شهيقٍ هو معركة نجاةٍ أخوضها ضد رمادٍ يحاول خنقي.
روحي المنهكة تتلوّى، تصرخ، ثم تنبثق من جديد، كما ينبثق غصنٌ أخضر من جثة شجرة محروقة.
أوراقي اليابسة تساقطت، أوراقٌ شاخت من ثِقل الألم، أوراقٌ تلطّخت بدماء ذكرياتي، حتى لم يبقَ منها سوى هشيمٍ يتناثر مع الريح.
أسقطتُها كلّها… كما لو أنني أخلع جلدي القديم، كما لو أنني أدفن أشباحي في ظلمةٍ لا رجعة منها.
ومن قلب الخراب…
أفرد جناحي الملطّخين بندوب الماضي، وأحلق في سماءٍ غريبة لا تشبه أي سماءٍ عرفتها.
لم أعد ذاك الكائن الذي ينوح على أطلاله… أنا الآن قيامةٌ جديدة، روحٌ ولدت من العدم، جسدٌ لفظ أوجاعه كما يُلفظ السمّ.
لن أبكي،
لن أرتجف،
لن أستسلم لانكساراتٍ تحاول ابتلاعي.
لقد بتُّ فصلاً آخر، لا يشبه ما سبق.
أزدهر بعد أن ذبلت، أنبت بعد أن احترقت.
ولدتُ من جديد… لكن بثمنٍ رهيب،
ثمنٍ لا يراه أحد… سوى جراح روحي.