...
Img 20250924 wa0049

 

 

الكاتبة سارة أسامة النجار

 

لم أتعافَ بعدُ من إدمان تسريحِ جدائلِ الحروف، ولم أعتزل مداعبةَ القلم، لكنني سقطتُ في هاويةٍ ابتلعتني، فارتطمتُ بقافيةٍ غيرِ موزونة، فاختنقت استعاراتي.

ورغم ذلك، ما زلتُ على قيدِ الكتابة.

 

كلُّ يومٍ أمتطي أفكاري بقلمي الأعرج، وأخطّ العنوان فوق اسمي الثلاثي، ثم أقف.

بعد ساعات، أعود لمحاولةٍ جديدة، بفكرةٍ جديدة، وعنوانٍ آخر… لكن النتيجة ذاتها.

لا أدري، أهو حبرُ مشاعري الذي جفّ، أم أن خلايا الملل قد استأصلت حروفَ عطفي؟

 

تركتُ خلفي عشراتِ العناوين، حافيةً من المتن، رغم تشظّي الأحداثِ في حياتي، تلك التي تستحقُّ الكتابة.

 

هذه المرّة، وأوراقي تئنّ، توضأتُ برقرقةِ الضاد، علّ وحيَ الإلهامِ يزملني، ويقودني نحو نصٍّ واحدٍ يكون قبلتي، ويعيدني لتحويلِ العناوين إلى حياة.

 

لا أعلم، هل تُسحب من تحت قلمك بساطُ الإبداع، كما يُسحب من تحتي أحيانًا؟

إن حدث، ماذا تفعل؟

وكيف تعود لتمصّ دفّةَ اللغة من جديد؟

 

أنا لا ألعن العتمة، وربما لن أُشعل شمعة، بل أتأمل بصمتٍ هذا الظلام، وأرسم بين طيّاته أحلامًا مبهجة، تعشق السكون، وترى فيه نورًا لكائناتٍ أخرى.

 

لذا، عليّ أن أستمتع بفترةِ اعتزالي المؤقتِ للكتابة.

علّني أرى شعاعًا يعيد تماسكَ خواطري.

 

ماذا عنك؟

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *