للروحِ نـــورٌ إذا مـــا الصدقُ أنعشَها
وكـــــم ظــــلامٍ على الأرواحِ يُسفِرُ
تسري الخواطـــرُ بين الحزنِ والعِبَرِ
وفي السكـوتِ حــديثُ القلبِ يُؤثَرُ
كم من سجودٍ طوى الأرواحَ في ندمٍ
وفي الدعــاءِ ارتجافُ الصوتِ يُذكَرُ
يا ليلُ كم في دُجـــاكَ السرُّ مختبئٌ
وفي العيــونِ سكـــونٌ منهُ تَنفَجِــرُ
تغفو القلوبُ على الأشواقِ منكسِرةً
وكلُّ نبضٍ إلى المعشــوقِ يحتضِـرُ
مـــــا كلُّ حبٍّ إذا لاقى الفــؤادَ نجا
ولا المنى كلُّهـــــا تُــــــرجى وتُنتَظَرُ
لا تســــألِ الناسَ عن قلبٍ تحبُّ بهِ
فاللهُ أولى بمــــن يهوى ويصطبـــرُ
كم عاشقٍ قال: ما أبقى الهوى رمقًا
ولــــم يُصِبْ غيرَ وهمٍ حينَ ينكسرُ
الحبُّ صدقٌ ودون الصدقِ يخذلنـا
فالحبُّ دون يقينِ القلبِ ينحصـــرُ
إيّاكَ أن تركــنَ الأشــواقَ في يدِ من
لا يعـــرفُ الحـبَّ أو بالنفسِ يفتخرُ
فالسرُّ في الحبّ أن تسقيه مرحمةً
ولا يفيــــــقُ فؤادٌ إن بـــــــهِ غدروا
ما كلُّ من ذابَ في الأشواقِ يُفتَخَرُ
فالحــــبُّ نـــــــارٌ وكم بالنـارِ نختبِرُ
والــــــروحُ تُشفــــى إذا للهِ أقبــلتْ
فالصـــــــدقُ بابٌ بهِ الأرواحُ تُزدهِرُ
فاسلكْ طريقَ الهدى تَنجُ القلوبُ بهِ
وكــــــــلُّ حـــــبٍّ لغيـــرِ اللهِ يَندَثِرُ