شعر: أمل سامح
في تلك الليلة، لم يكن انسحابُنا نجاة…
كان خنجرًا غرسناه في صدورنا نحن، لا في صدورهم.
اكتشفنا الحقيقة القاسية:
لم يُهزمنا غدرُهم… بل هزمَنا ضعفُنا،
حين قدّمنا قلوبنا على مذابحٍ جائعة،
مذابح لا تعرف سوى الالتهام.
كم كنّا عُميانًا…
حسبنا التسامحَ قوة، والصمتَ خلاصًا،
ظننّا التمسّكَ بهم حياة…
لكن الرعد الذي دوّى في أعماقنا،
كشف أن ما أحببناه لم يكن حبًا،
بل جنونًا مسمومًا،
وهمًا قبيحًا في هيئة حُلم.
لقد رأيناهم أخيرًا كما هُم:
نرجسيون باردون،
وجوه بلا ملامح، قلوب بلا نبض.
يتقنون التمثيل…
يُجيدون الغرس بأنيابهم في أرواحنا،
دون أن يتركوا أثرًا للنجاة.
وحين انكسرت المرايا،
أدركنا أن الخيانة لم تكن فيهم وحدهم،
بل فينا أيضًا…
في ضعفٍ أبقى أبوابنا مشرعةً لسمومهم.
ومن يومها…
لم يَعُد السؤال: لماذا خانونا؟
بل: لماذا سمحنا لهم أن يسكنوا أرواحنا إلى هذا الحد؟