...
Img 20250917 wa0143

الكاتب د. محمود لطفي

فوق سطح مكتبه، وضعت أوراقه السليمة ومسودات أعمال قادمة، يأمل أن ينتهي منها قبل فراغ عمره. وفي ثنايا عقله، ازدحمت الأفكار ما بين تلك التي تشبه أوراقه السليمة الكاملة، وأخرى تشبه مسودات أعمال لم ينتهِ منها.

يُحملق في سطح المكتب، يُقسّم الأوراق، وما إن ينتهِ حتى ينطلق عقله في رحلة مماثلة يُقسّم الذكريات، يحسب نصيبه من الفرح، وسرعان ما يتلاشى كل هذا أمام سيل جارف من الذكريات الحزينة، لا زال أثر بعضٍ منها يجذبه نحو قاع مظلم.

تتملّكه الشجاعة، ويُقاوم تسارع أنفاسه، ويقرّر أن يُكمل مسودات كتابته، حبيسة الأوراق المبعثرة، لعلّها كانت السبيل الوحيد الذي يجعل عقله يخطو نفس الخطوة، ويُفرغ مخزون ذكرياته الأليمة، ويتوجّه بشغف نحو صناعة غدٍ أفضل.

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *