الكاتبه امل سامح
كلّ ليلةٍ، أغمض عينيّ على خوفٍ أعرفه… وأصحو في المكان نفسه.
الممرُّ الطويل، الجدران المبتلّة، والباب في آخره يئنّ كجُرحٍ لم يُشفى.
أمشي نحوه رغم أنفاسي المرتجفة، كأن شيئًا خفيًّا يجرّني إليه.
كلّ خطوةٍ تُثقل قلبي أكثر… كلّ همسةٍ في العتمة تُشبه اسمي.
وحين ألمس المقبض، أشعر بأن أحدهم يضع يده فوق يدي. دافئة… مألوفة.
أرفع رأسي، فلا أرى سوى ظلي، لكنّه يبتسم.
أرتجف. أهرب، فلا أتحرك. أصرخ، فلا صوت لي.
يتكرّر الحلم كلّ ليلةٍ كطقسٍ مقدّس من العذاب.
وحين أستيقظ، أجد على يدي أثرَ يدٍ لمستني في الحلم…
كأن شيئًا من ذلك العالم يتسرّب معي إلى هذا.
أخاف النوم، لكن النوم هو الشيء الوحيد الذي ينتظرني بشغفٍ كل مساء،
ليعيدني إلى الممرّ، إلى الباب،
إلى الموت ذاته… الذي ما زال يحاول أن يتذكّر وجهي.