...

غدر الزمان

أكتوبر 30, 2025
Img 20251030 wa0090

 

 

الكاتبة وئام التركي

 

المقهى الصغير كان يغرق في ضوء الغروب الخافت، والرائحة الدافئة للقهوة تملأ المكان. جلست ياسمين على الطاولة الزاوية، قلبها يدق بسرعة، وعيناها تحدقان في باب المقهى.

 

دخل آدم، خطواته مترددة، عيناه تبحثان عنها بحذر. جلس أمامها، ووضع يده على الطاولة، صوته منخفض لكنه مشحون بالعاطفة:

– “ياسمين… هناك شيء يجب أن أخبرك به… وربما… قد أضطر للابتعاد عنك، رغم حبي لك.”

 

– “الابتعاد؟” قالت ياسمين بدهشة، عيناها تتسع، “حتى بعد كل ما جمعنا؟ بعد كل الذكريات؟”

 

آدم أدار عينيه نحو النافذة، يحاول التحكم في صوته:

– “أنا أحبك… لكن هناك أمور من الماضي… أخطاء، قرارات، وأشخاص يحيطون بي… لا يمكنني أن أبقى معك دون أن تعرفي الحقيقة كاملة.”

 

قبل أن ترد، دخلت فجأة منى بابتسامة خادعة، عيونها تخفي رغبة صامتة:

– “أرى أن الحديث بدأ… الوقت قد حان لتعرفي كل شيء، ياسمين.”

 

ياسمين شعرت بوخزة في قلبها، بينما آدم نظر إليها بارتباك:

– “منى… ماذا تقصدين؟”

 

ابتسمت منى ابتسامة مكر:

– “لقد وعدتك يا آدم أن أساعدك على أخذ المنصب الكبير في الشركة… ولكني أيضًا أريد قلبك. أليس هذا طبيعيًا أن أبحث عن ما أريد؟”

 

ارتجف قلب آدم، الطمع يغشاه، لكنه شعر بشيء آخر يسيطر عليه: الشوق والحب لياسمين.

ياسمين قالت بصوت ثابت:

– “منى… كل شيء واضح الآن. لن تفسدي صداقتنا، ولن تتحكمي بقلب آدم.”

 

 

 

تصاعد الصراع

 

المقهى أصبح أكثر توترًا، منى لم تصمد أمام الطموح والرغبة في السيطرة، فجاءت منى بخطوة سريعة ودفعَت ياسمين أرضًا، محاولة السيطرة على الموقف واستفزاز آدم:

– “ابتعدي عن طريقه!” صرخت ياسمين وهي تحاول النهوض.

 

في تلك اللحظة، دخل رامي فجأة، صديق قديم وعيناه تلمعان بالصرامة، شاهد المشهد فورًا.

 

اقترب من آدم وقال بصوت مرتفع:

– “كفى! كيف تبقى صامتًا بينما منى تدفع ياسمين أرضًا؟”

 

ثم رفع يده وصفع آدم على وجهه:

– “أنت لا تستحق ياسمين! كل هذا الصمت والجبن… ياسمين تستحق شخصًا شجاعًا، لا ضعيفًا مثلك!”

 

بعدها، اقترب من ياسمين، أمسك بيدها برفق وساعدها على النهوض، ثم قال بحزم:

– “هيا… لا تدعي أي شخص يقلل من قيمتك، لنخرج من هنا.”

 

ياسمين شعرت بالامتنان، وعينيها تلمعان بالقوة الجديدة، بينما رامي يقودها بعيدًا عن المقهى، تاركًا آدم واقفًا، قلبه ممزق وغاضب، ويشعر بالندم على صمته.

 

 

 

لحظة الغضب

 

آدم جلس صامتًا وسط الكراسي المبعثرة والقطع الزجاجية، قلبه يمزقه الصراع الداخلي، صوته يتردد في عقله:

– “لماذا أسمح للطمع أن يغلب الحب؟ هل فقدت ياسمين بالفعل؟

 

أما منى، فبقـيت في المقهى، عيونها مليئة بالغضب والمكر، وتخطط للمكيدة القادمة:

– “لن تنتهي الأمور عند هذا الحد… سأعود.” همست بغضب، وهي تراقب ياسمين ورامي يبتعدان.

جزء الثاني يتبع ….

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *