حوار : مريم الحفناوي.
وسط صعوبات وعقبات يخرج أحيانًا لاعب شاب يملك من الشغف والعزيمة ما يجعله يتحدى كل ما يُعيق طريقه أحمد إبراهيم عبد القادر الشهير بـ”بقوش نموذج للاعب المصري المكافح الذي لم يتوقف رغم محاولات التهميش والتجاهل فصنع لنفسه اسمًا من العدم في هذا الحوار الخاص لمجلة “الرجوة” نحاور بقوش عن مسيرته أحلامه وتفاصيل مريرة لم تُروَ من قبل.
في البداية.. عرفنا بنفسك؟
اسمي أحمد إبراهيم عبد القادر عمري 20 عامًا ومركزي المفضل في الملعب هو قلب الدفاع شهرتي بين اللاعبين هي “بقوش” وأنا حاليًا لاعب في صفوف مركز شباب كفر الزيات.
ما الأندية التي لعبت لها خلال مشوارك؟
بدأت مشواري في نادي طلائع الجيش ثم انتقلت إلى نادي المالية حيث قضيت 6 سنوات وصعدت لفرق مواليد 2001 و2003 وكنت وقتها لم أتجاوز 16 عامًا كما لعبت مع الفريق الأول 3 مواسم متتالية حاليًا أنا في مركز شباب كفر الزيات بدأنا من الدرجة الرابعة وصعدنا هذا الموسم إلى الدرجة الثالثة ونسعى جاهدين للصعود إلى الدرجة الثانية.
حدثنا عن بدايتك..كيف كانت ظروفك في البداية؟
الحمد لله ظروفي كانت مستقرة في البداية وكنت دائمًا أعمل على تطوير نفسي وسعيت لإثبات نفسي في كل نادٍ التحقت به لكن واجهت بعض الظلم والتجاهل في نادي المالية وهو ما أثر سلبًا على استمراري هناك.
متى بدأت تحب كرة القدم؟ ومتى شعرت أنك تمتلك موهبة حقيقية؟
بدأ حبي لكرة القدم منذ أن كنت في العاشرة من عمري وكنت دائمًا مميزًا في مركز الدفاع شعرت أن لدي موهبة حقيقية من خلال إشادة المدربين والمحيطين بي لكن للأسف بعض المواقف خيّبت ظني في المنظومة.
هل وجدت الدعم الكافي من أهلك والمحيطين بك؟
نعم وجدت دعمًا من الأهل والأصدقاء لكن ما حدث لي في نادي المالية حطّم الكثير بداخلي خصوصًا بعد أن رفضوا الاستغناء عني رغم العروض التي وصلتني من أندية كبيرة مثل إنبي والإنتاج الحربي.
ما هي أصعب لحظة واجهتك في مسيرتك الكروية حتى الآن؟
كانت أصعب لحظة عندما طالبت بحقي في نادي المالية وكان لي مبلغ مالي مستحق لكن قيل لي صراحةً “ملكش حاجة” وطلبوا مني دفع 300 ألف جنيه للحصول على الاستغناء رغم أنني كنت لاعبًا ناشئًا وخدمت النادي لسنوات هذا الموقف أحبطني كثيرًا وجعلني أفكر في اعتزال الكرة مبكرًا لكنه أيضًا منحني دافعًا لأستمر وأثبت نفسي في مكان آخر.
كيف تتعامل مع النقد أو الهجوم بعد أي تراجع في الأداء؟
أفضل الرد داخل الملعب أما خارج الملعب فأنا شخص هادئ لا أحب الدخول في نقاشات أو ردود فعل سلبية.
من وجهة نظرك.. ما أبرز مشكلة تواجه اللاعبين في مصر؟
الظلم والانتقاد غير المنصف أحيانًا يُرفع اللاعب إلى السماء لمجرد مباراة جيدة وأحيانًا يُدفن بسبب مباراة سيئة لا توجد عدالة كروية حقيقية.
هل ترى أن الدوري المصري يساعد اللاعبين على التطور؟
لا للأسف لا توجد بيئة مناسبة لتطور اللاعبين الملاعب ضعيفة الإمكانيات محدودة والفرص تُمنح في أغلب الأحيان بالوساطة.
هل ترى أن الأندية في مصر تمنح الفرص الكافية للاعبين الشباب؟
للأسف لا اللاعب يُمنح فرصة واحدة فقط وإذا لم يُقدّم الأداء المنتظر في تلك الفرصة غالبًا ما يتم تجاهله وكأن اسمه لم يكن موجودًا من الأساس وهذا يعدّ ظلمًا كبيرًا في حق العديد من المواهب.
هل ترى أن الإعلام يساند اللاعبين؟ أم يشكّل ضغطًا عليهم؟
في أغلب الأحيان يُمثل الإعلام عبئًا وضغطًا نفسيًا على اللاعبين خاصة عندما يمرّ اللاعب بفترة تراجع في المستوى بدلاً من الدعم قد يتسبّب الإعلام في هدم معنوياته.
هل يهتم الإعلام بالمواهب الصاعدة؟ أم يركّز فقط على النجوم؟
الاهتمام الأكبر موجّه نحو النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة ورغم أن هناك بعض المحاولات لدعم المواهب الجديدة إلا أن هذا الدعم في الغالب يكون مؤقتًا وغير كافٍ للاستمرار أو التطور.
هل فكّرت يومًا في التخلّي عن كرة القدم؟ وما هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه؟
نعم فكّرت في ترك كرة القدم خصوصًا بعد ما واجهته من ظلم وإحباط لكن رغم ذلك لم أستطع التخلّي عنها لأنها حلمي منذ الطفولة أطمح أن أصل إلى مكانة كبيرة في عالم الكرة وأُثبت أن هناك لاعبين يمتلكون موهبة حقيقية لكنهم ضاعوا بسبب قرارات إداريين لا يقدّرون الموهبة.
من هو قدوتك في الملاعب؟
قدوتي هو الكابتن وائل جمعة.
كلمة أخيرة تحب أن توجّهها؟
أودّ أن أشكر على اهتمامك وعلى أسلوبك الراقي في الحوار وأتمنى من الله أن يجد كل لاعب مظلوم فرصة حقيقية لإثبات نفسه بعيدًا عن المجاملات والوساطات.