الكاتبة: نادين محمد
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
كن رحيمًا بالآخرين، فرحمة الله واسعه؛ فكيف للإنسان ألا يرحم غيره من مخلوقات الله؟
والإنسان الذي يرحم البشر وبيعوض والحيوانات وأنواع الخلق الأخرى؛ فإن الله تعالى سيرحمه في السماء.
و”الرحمة” تعني الرقة والعطف والرأفة بالمخلوقات، وهي صفة أساسية للخلق في الإسلام، وتظهر في شتى صور الإحسان والعناية، بينما رحمة الله هي عطفه الشامل وإحسانه المطلق لعباده.
فالرحمة صفة إنسانية تدفع إلى الخير وتخفف من الآلام، ولها أهمية قصوى في بناء المجتمع؛ كما أنها صفة إلهية عظيمة دل عليها القرآن الكريم في مواضع عديدة.
ورحمة الله هي صفة إلاهية دائمة ومطلقة، تنبع من كماله وعظمته، يظهر بها الله تعالى على خلقه من خلال إرسال الأنبياء والرسل، وجعلهم رحمة للعالمين.
– أما عن رحمة العباد فهي تُظهر رقة القلب والشفقة تجاه الآخرين، وتكون باعثًا على العطف وإزاحة الآلام وتقديم العون لمن يحتاجه.
ـ أهمية الرحمة
– الرحمة سببًا للحصول على رحمة الله؛ فالراحمون يرحمهم الله.
– اكتساب محبة الله ورضاه ومحبة أهل الأرض والسماء.
– التحلي بأخلاق الأنبياء والمرسلين؛ فهم أعظم نموذج يجسد خلق الرحمة، وسببًا لمغفرة الله ومحو الذنوب كبائرها و صغائرها. أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع، فهي تساعد على توطيد علاقة أبناء المجتمع الواحد، ( قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
– وسيلة للسلام الداخلي والأمان في المجتمع؛ فالمسلم يشعر بهدوء نفسي عندما يتصف بخلق الرحمة.
– وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوةَ الحسنةَ في تحقيق هذا المقصد، وهو الرحمة بالعالمين، فكانت رحمته بالمؤمنين، وبالأهل، والعيال، وبالضعفاء، والكافرين، والحيوان، وكتب السيرة مليئةٌ بالمواقف والأحاديث الدالة على ذلك، فحري بنا نحن أتباعَه ـ صلى الله عليه وسلم- أن نهتدي بهديه ونستن بسنته وهو الرحمة المهداة؛ فنأخد قبسًا من رحمته ونتصف بها مع أنفسنا ومع الخلق عمومًا.