...
Img 20251001 wa0008

الكاتب محمود عبدالله

 

 

مع عودة أبنائنا الصغار إلى المدارس، والاستيقاظ كل يوم مبكراً، ومع وجود وسائل المواصلات والتكنولوجيا الحديثة، والتي جعلت البيئة ممهّدة للأطفال للذهاب والرجوع من وإلى المدرسة، وما يسبق تلك الأيام من تجهيزات، من الإتيان بشنط المدارس واللانش بوكس، والكثير من الأغراض التي تزيد من رفاهية الطفل، وتبسط من الحياة المدرسية التي يعيشها…

 

تأخذنا الذاكرة لاسترجاع الحال في وقتٍ مضى، كنا نعيش تلك الأيام، كنا صغاراً نستيقظ على أصوات إذاعة القرآن الكريم، وأبتهالات القراء العظام.

ونتناول الإفطار البسيط الذي نتقوّى به خلال يومنا، ونحمل الكتب لنذهب سيراً على الأقدام في أجواءٍ ماطرة، نستنشق الهواء النقي، ونرى الطبيعة الجميلة التي تغذّي الجانب الوجداني بداخلنا، لنستشعر قيمة ما نقوم به خلال يومنا التعليمي.

 

كانت تلك الأجواء، برغم قسوتها في بعض الأحيان، ممتعة وشيّقة، نستمتع بها ونتذكرها بشغف، ونسترجعها كذكريات جميلة.

 

إن الرفاهية والراحة التي يحصل عليها اليوم أبناؤنا في العملية التعليمية، لا ترفع من دافعيتهم تجاه العلم.

فتكبّد المصاعب والمتاعب يجعل لما نقوم به لذّة لا يشعر بها إلا من عاش بداخلها.

 

فالعلماء، وبرغم قسوة المعيشة قديماً، كانوا يسافرون عبر الأقطار لتلقّي العلم، ويشعرون بقيمة ما يقيمون به.

فكان للعلم قيمة يُسعى إليها من قبل المتعلّمين.

 

إنّ ما نراه الآن من زيادة في رفاهية الذين يتلقّون العلم، لا يخدم العلم إطلاقاً، بل يجعل العلم بلا قيمة.

فقيمة العلم تكمن في صعوبة الوصول إليه.

 

فالرفاهية ليست في كل الأحيان تخدم الإنسان، وتُعطي لذّة وقيمة لحياته اليومية.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *