...
Img 20251001 wa0007

 

 

الكاتبة آلاء فوزي

 

أعمل معلمةً في إحدى الروضات. أحب عملي، وأحب براءة الأطفال وشغبهم. أبتكر مختلف الألعاب لأعلّمهم وأُسليهم، ولكنني أعود إلى بيتي كل يوم ورأسي منتفخ كالبالون. خمنوا السبب؟

أحسنتم، إنها نفس الضوضاء التي أعشقها!

 

أحب عملي، ولكنه من أكثر الأعمال إرهاقًا؛ فمن الصعب، بل من المستحيل، السيطرة على كل تلك القرود… أ أ أ، أعني الصغار الرائعين.

 

زن… زن… زن… وزززززز…

أتسمعون هذا الصوت؟ أجل، إنه يصدر من رأسي، وللإنصاف من عقلي الذي لا يتوقف عن الدوران. حقًا، كم هو مرهق أن أفكر كل يوم في نشاط جديد! فأنا لا أرتكب ذلك الفعل الشنيع… أعني تكرار الأنشطة. لابد أن يكون النشاط جديدًا ومبتكرًا، وإن اضطررت إلى إعادة استخدام إحدى الألعاب، فسأفعل ذلك بطريقة مختلفة.

 

أحب عملي، ولكنني أعود كل يوم بآلام في قدميّ وظهري، بالإضافة إلى الصداع. وكل ما أفكر فيه هو وجبة شهية وسرير دافئ. فكما تعلمون، للعمر أحكامه، وأنا عجوز في الثامنة والعشرين ربيعًا، قد وصلت إلى خريف العمر ونقول: “حسن الختام”…

ماذا تقولون؟! أنا في مرحلة الشباب؟! عجبًا، كيف ستكون الشيخوخة إذن؟

 

أما راتبي المغري فهو ٢٠٠٠ جنيه بالتمام والكمال!

 

في الواقع، بالرغم من كل هذا، فقد كنتُ وما زلتُ وسأظل أحب عملي كمعلمة رياض أطفال، تبني العقول وتربّت على القلوب الصغيرة. يكفيني أن أنظر في عيون طفل، يكفيني أن أراه سعيدًا، حتى أشعر بأنني بخير، وأستمر في العمل والسعادة تغمرني.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *