الكاتبة كوثر العوني
صديقتي جومانا، أرسلكِ مع حلول فصل الربيع، وكعادتي، العشب الأخضر يسرّ الناظر. كيف أخبركِ عن حالي؟
قريتنا، كعادتها، فتحت أبواب الجامعة التي أحضرت معها أحد الطالبات، الذي سكن بجوار بيتنا. شاب في مقتبل العمر، لن أتحدث عن ما تحبه النساء من مال ونسب وجمال، لكنه دائمًا ما يجلس تحت شجرة زيتون بجانب بيته، حاملًا كتابًا يقرأ فيه. ألقي عليه تحية كل صباح، ويردها بكل احترام.
كعادتي، استغرقت في الحديث. أتمنى أن تكوني في أحسن حال.
صديقتكِ: جوليت.
مرت الأيام والشهور، وجوليت تراقب ذلك الشاب، الذي علمت اسمه “علي” من جارتها “تاج”.
صديقتي جومانا، اليوم أكتب رسالة لكِ وأنا أحتسي كوب قهوتي. لقد حلّ فصل الشتاء على قريتنا، وكعادتي، ظهرت أدخنة المدافئ، ورائحة التراب مع المطر تنتشر في كل مكان.
كدت أنسى أن أخبركِ: لقد علمتُ اسم ذلك الشاب، اسمه علي.
لقد بدأ يطّلع إليّ بنظرات تسرّني وتلهفني. لن أخفي عنكِ يا صديقتي، أني وقعت في حبه. نعم، تعلّق قلبي بنظراته التي نتبادلها. نعم، أحببتُ شخصًا بنظراته فقط.
إلى اللقاء القريب، عزيزتي.
نعم، إنه حب متبادل بالنظرات. لكن الشاب، أو علي، دائمًا يكرر هذه الكلمات عندما يرى عيناي:
“عينيكِ سيف بتّار، طعن قلبي، والله إني أحبكِ يا جوليت.”
لكن مع مجيء فصل الصيف، تلاشت تلك النظرات، ليقرر علي الذهاب إلى بيته لقضاء عطلته مع عائلته، ويترك جوليت تائهة في حبه.
مرت الأيام ولم يعد…
لتفتح طبيبة العلاج النفسي الباب، قائلة:
“المريضة جوليت حالتها نادرة، فهي تتخيل قصصًا وهمية.”
《إنّ الحب مرض، أنا أُصبْتُ، تلاشت كل أعضائك.》
![]()
