شعر: منير الدايري
وحدي..
أُطلُّ من نافذة القلب
على ساحةٍ غريبة،
ترقص فيها ظلالُ الشجر
كأنها أرواحٌ منفية.
وحدي..
أسمعُ صدى الأيام
يتكسر في زجاج الروح،
يسألني:
من تكون؟
وأجيب بصمتٍ طويل،
لأن الصمت هو هويةُ المنسيين.
وحدي..
أجرُّ حقيبةً مثقلةً بالذكرى،
أتوقف عند كل محطةِ حنين،
وأتركُ قطعةً من وجهي
تذوب على أرصفة الوداع.
وحدي..
أعيد ترتيب خرائط الوجود
في عتمة الفكر،
وأكتشف أن الوطن
ليس قطعةً من الأرض،
بل هو نافذةٌ مفتوحة
على امتداد الحُلم.
وحدي..
لكنني لستُ وحدي،
فالأفق يرافقني،
والريح تهمسُ باسمي،
والأشجارُ تصلي معي
في محراب النسيان.