شعر: حسين العلي
تحت الرمـــــادِ جحيمٌ لا يُسددهُ
صبرُ الليالي، و لا يُطفى لـهُ البردُ
كأن ما مــــرّ من شجوٍ على قلمي
ريحٌ تُهيجُ نـــــارَ الذكرِ إن خمدوا
ما لِي إذا لامس الأقـــلام ناصفُها
إلا اشتعــالٌ، و مـــن أنقاضِه أَجِدُ
تغفو الجراحُ على الأوراقِ خافيةً
لكنها حينَ يُــــروى ســــرّها تَتقدُ
كلمــــاتُنا حطبٌ، و النــارُ تسكنُها
فكلُّ بيتٍ بــــهِ مـــاضٍ، لــهُ وعِدُ
من ذا يطفئ جمــرًا تحتَ أعينِنا
و قد تشـــربنا التذكــــارُ و العُقَدُ؟
ما بالُ هذا الهوى يمضي بنا قدَراً
حتى إذا رُحــنا، عـادَت فينا النددُ
تحتَ الرمــادِ لهاثُ النارِ مضطرمٌ
كأنهــــا لحنُ مـــــوتٍ، فيهِ نرتعدُ
في كلِّ سطـــرٍ بقايـــا من تمزّقِنا
كأنــــهُ الشَهدُ ممزوجًـــا بهِ الكَمدُ
ما أضيق الحرف إن ضاقتْ مسالكُنا
وما أشدّ انكسار الصوتِ إن رعدُوا
نُعطي الدموع لوجهِ الضوءِ نكتبُها
و الحبـــــرُ نارٌ، وفي أهدابِها السُهدُ
و مـــن ينقبُ في أعمـــــاقِ ذاكرةٍ
تسيلُ منــــهُ جـــــراحٌ ليس تنكمدُ