شعر: حسين العلي
إذا ما شِبْتَ يـــــــا صَحْبي تَذَكَّرْ
زَمنَ الطِّفْولةِ إذ كُنَّـــــــــا سُرورا
فخيرُ العُمْـــــرِ أحْلامُ الصِّبا فيـ
ـهِ، لا نَخشى غَدًا أو دَهْــرَ جُورا
وكــــــــانَ النَّهْـــــــــرُ مِرآةً لوجهٍ
صَفِيٍّ لا يُضــــــــاهِيهِ البَــــدُورا
تداعبُنـــــــا النَّسائمُ في شِعـــورٍ
تُحاكي الطِّيبَ أو تُهدي العُطُورا
نجـــــــوبُ الحَيَّ لا قَيْــــدٌ يُقيِّدْ
ولا حُـــــــزْنٌ يُؤَرِّقُنــــــــا دُهُورا
نُطاردُ ظِلَّ أحـــــــــلامٍ ونَضحَكْ
على جَهْلٍ يُنيــــرُ لنــــا العصورا
وكــــــانَ الليلُ يَجمعُنــــا حكايا
تُحلّقُ في الخيـــــالِ بنــا طُيورا
وكــــــانت أُمُّنــــــا تُهدي حَنـــانًا
يَفيضُ على المَســـــاءِ فيَسْتَنِيرا
إذا مـا جَـــــــاءَنا مَغْــــــرِبُ يومٍ
أتى الأذْانُ يَنْشُرُ في الأُفُاقِ نُورا
ويُسقينـــــــــا أبٌ من كَـــأسِ وُدٍّ
إذا ما عــــــــادَ من تَعَبٍ سُــرُورا
ويَضحكُ نَجْمُنـــــا في قلبِ ليلٍ
كـــــأنّ النَّجْمَ يعرفُنــــا حُضُــورا
كَبُرْنا… ثمَّ مـــــــا عــادتْ خُطانا
كمـــــــــا كانتْ تُحـلّقُ أو تَسِيــرا
فيا ليتَ الزمـــــ”انَ يعـــودُ يومًا
فنُـــــرْجِعُ في ربوعِ الطِّفْلِ دُورا
ولكـــــــنْ آهِ من دَهْـــــرٍ تَصـــرَّمْ
فأودعَ في الحَنــايا الجُرْحَ سُورا
سيبقى العُمْــــرُ ألوانَ الصِّبا فيـ
ـهِ، ما أبْقى لنــــا الذِّكْرَى سُطُورا
فإنْ شِخْنــــــا سَنَبقى في حَنينٍ
يُوقِظُ الطِّفْلَ في الأرواحِ نُـــورا
وما عُمـــــــرُ الفتى إلا صِبــــــاهُ
فإن ضاعــــا فلا يَجدي المَصيرا