...
Img 20250902 wa0046

كتبت / صفاء عبدالله

 

– الوفاء ليس خُلُقًا عابرًا يمر في حياتنا ثم يذوب، بل هو جوهر العلاقات الإنسانية، وروحها التي تبقيها حيّة رغم تقلبات الأيام..

– إنه الصدق في العهد، والثبات على الوعد، والقدرة على حمل الآخر في القلب.. مهما باعدت بينكما المسافات أو تبدَّلت الظروف.

-الإنسان الوَفِيّ يشبه شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء؛ لا تهتز بعاصفة، ولا تنحني مع رياح المصلحة.. يظل حاضرًا في لحظة الحاجة، ويظل وفيًا حتى في غياب العيون..

إن الوفاء ليس مجرد كلمة تقال بل موقف يثبت، وتصرف يُتَرجم، وإحساس صادق لا يعرف الزيف.

– والوفاء في العلاقات الإنسانية هو أساس الثقة، وركيزة الاستقرار بين الأصدقاء.. حيث يظهر الوفاء في المواقف الصعبة حين يبقى الصديق سندا لا يتخلى مهما اشتد البلاء، وحين يحفظ الغيب كما يحفظ الحضور.. وبين الزوجين يتجلّى الوفاء في المشاركة الصادقة، وفي الصبر على تقلبات الحياة، وفي الإخلاص الذي يزداد قوة كلما مرت الأيام.

– إن الوفاء هنا ليس مجرد مشاعر عابرة، بل التزام عميق يجعل العلاقة أكثر رسوخًا ، ويحوِّلُها إلى مأوى آمن تتكئ عليه النفوس.

– وقد أمر الله سبحانه وتعالي بالوفاء في كتابه الكريم فقال:

(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) .

فالعهد مسؤولية، والوفاء به دليل على صفاء النفس وصدق الإيمان.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” .

فمَن حفظ نفسه من هذه الصفات فقد اتصف بالوفاء وصدق في عهده.

# فالوفاء رفعة للنفس، وكرامة للقلب، وميزان يظهر أصالة صاحبه.. حين يَعِد لا يخون، وحين يحب لا يغدر، وحين يرحل يترك ذكرى عطرة في القلوب.

ما أجمل أن نكون أوفياء لأهلنا وأصدقائنا وأوطاننا، وحتى لأحلامنا التي تعبت منا ولم نتعب منها..

فالوفاء هو ما يمنح الحياة طعمها النبيل، ويجعل وجودنا ذا قيمة تتجاوز حدود اللحظة.

 

فليكن ” الوفاء” سمة لنا، لا ننتظر به جزاء ولا شكورا،،،. بل نمنحه لأننا نؤمن أن الخير يعود لأصحابه، وأن الله لا يضيع أجر مَن أحسن عملا.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *