شعر: حسين العلي
فصاحِبْ نَفْسَكَ في الزمانِ مُصاحِبًا
فإنّكَ إن لم تفعلَنْ عِشتَ في خَــطَرْ
صَداقةُ المَــــرءٍ لنــفسَهِ أسمى وُدودٍ
بها يَستقيمُ العُمـرُ إن مـالَ أو انحدَرْ
هيَ الصحـــبةُ باقيَة الصِّدقُ مَعدِنُها
وغيـرُ صَداقةِ نفسِكَ وهمٌ مع البشَرْ
تُحـــــــادثُكَ في ليلٍ طويلٍ كأنَّهـــــا
نجيمٌ يُضيءُ الدَّربَ في عتمةِ السَّفَرْ
إذا خــــانَكَ الخِلّانُ أو مـالَ صَحبُهُمُ
فَــأَنتَ الذي تُبقيكَ في الشِّدَّةِ الذِّكـرْ
وتُنبِيكَ عــــن عَيبٍ تُــــوارِيهِ مُهجَةٌ
وتَكشِفُ مــــا أخـــفاهُ عنكَ يَدُ القَدَرْ
هي المـــــرآةُ الصــــادِقَةُ الغَيرُ زائغٍ
تُريكَ الـــذي تُخفيهِ عنكَ يدُ البَصَــرْ
وإن ضاقَتِ الأيّـــــامُ واشتدَّ كَربُهـــا
تُواسِيكَ حـتى يَنجلِي عنكَ ما سَطَـرْ
فصـــاحِبْ نَفْسَكَ إنّهــــا أوفى خليلٍ
وغيرُكَ إن جـــــارَ الزمــــانُ فَقد غَدَرْ
إذا ما صفَوتَ لهـــــا صفَتْ فهي جَنّةٌ
وإنْ أنتَ خُــــنتَ العهدَ أوهَنَهـا الكدَرْ
فلا تبتغِ الـــودَّ الزُّخــــــارَفَ عندَ مَنٍ
إذا ضاقَ صدرُكَ غابَ عنكَ وما اعتَذَرْ
تُقيمُكَ إن مِــلتَ وتَنهضُ إن هَــــوَتْ
جَوارِحُــكَ تُعطيكَ ثَبـــاتًا إذا انكسَرْ
هيَ السِّـــــرُّ إن ضاقتْ خُطاكَ بدَربِها
وهي الطُّمأنينةُ حــينَ يَغشاكَ مُعتَكرْ
فـــــإن صَحِبتْكَ النفسُ كنتَ مليكَهَــا
وإن خُنتَهَا أمسَيتَ في الناسِ مُحتَقَرْ
ومـــــــا نَفْعُ دُنيـــــــــا زائِلَاتٍ بريقُها
إذا خَسِــــــرَ الإنســــانُ نفسًا لها عُمُرْ
فصُنْهـــا تَصُنْكَ وإن أهنْتَ وُدودَهَـــا
فَما لكَ بعدَ اللهِ مِن صــاحِبٍ أبــــــرْ