...
Img 20250907 wa0008

شعر:  حسين العلي 

 

ألا هل رأى مـــــــن كـــــــان قبلي غَزالةُ
تمشّتْ كـــــأنّ الحُسنَ في جيدِها خُلِقِ؟

إذا ما مشتْ خفّتْ كــــــأنّ خُطــــــــاها
هُداهُ الرُّبى والسحــــرُ في قدِّها انطَلِقِ

رأيتُ بهــــــــا وجهَ السمــــــاءِ إذا بدتْ
ومسكَ الختامِ الفاخــرِ العذبِ إن نطَقِ

وقد قلتُ للركبــــــانِ: صونوا حديثَهـــا
فــــــإنّ هواهــــــــا في الضلوعِ لهُ أرِقِ

سَقَتني بكـــــأسِ الراحِ من طرفِ ناظِرٍ
إذا رمقتني فالجَـــــــراحُ بهــــــــا تشَقِ

وفي خدِّهـــــا نــــارٌ وفي ثغرِهـا دُجى
وفي جيدِها سيفٌ من الحُسنِ قد بَرِقِ

وفي صدرِهـــا ما في المهاةِ من اللظى
ومن شعرِهــــا ما يستبيحُ دجى الأُفُقِ

لها عطــــــرُ وردٍ إن مشتْ ولهــا الهوى
إذا فاضَ عِــــــرقٌ بالعَبيـــــــرِ لهُ سَبِقِ

تلوذُ بستــــــرِ الحـــــسنِ ثــــمّ تُبيدُني
بضحكتِهـــــا والبَــردُ في طرفِها حَرِقِ

إذا ضحكتْ قـــــامتْ ريــــاحٌ بأضلُعي
كـــــأنّ صدى اللَّحـــــنِ المُبلَّلِ في ألقِ

تُناوشني جمـــــرَ الهــــوى وهي غـافلٌ
وتتركُ قلبي في الحــــــريقِ بـــلا وَثَقِ

ولي نظــــــرةٌ جُوعى إذا لاحَ خدرُهـــا
كــــأنّي فــــــــارسٌ في فـلاةٍ بلا طُرُقِ

أراكِ بعينِ القلـــبِ طُهـــــــرًا مُقدّسًــــا
كأنــكِ نَــــــورُ الوحيِ في عَينِ مُعتنِقِ

خجولٌ هو الحُـــسنُ الذي فيكِ مُؤتَلقٌ
إذا ابتسمتِ غــــــــارَ من سِحرِكِ الفَلَقِ

جَمالُكِ لا يُشقى بــهِ مَـــــن هوى وِردًا
بلِ القلبُ يُــــزهى في مَداراتِــهِ الوَرِقِ

تمــــــــرّينَ لا كالمــــــــــارّاتِ بلِ الرؤى
تمرُّ وفيهـــا المجـــــدُ في طيفِهِ العَبِقِ

كأنّكِ سِـــربُ الظِّبــــــاءِ إن رَفَّ سَربُها
على نهرِ عشقٍ في مُحيّا الهوى الشّفِقِ

إذا ما نَطَقتِ انحنى الصمـتُ واستقى
من اللحنِ صهبــــــاءَ البيــــــانِ المُنمَّقِ

تمنّيتُهــــــا ليــــــــلًا على رمثِ سابحٍ
إذا الريــــــحُ هبّتْ والخيالُ بها انعتقِ

فــــــلا نـــــومَ إلّا والخيـــــالُ مسامرٌ
يُعاتبني: أتحــــــبُّ مـــــن ليسَ تنطِقِ؟

فقلتُ لــــــــهُ: دعني فـــــــإنّي قتيلُها
ومــن يعشقِ الغيداءَ لا يَخشى الغَرقِ

أنا ابنُ الهوى لا يعــــرفُ الخوفَ قلبُهُ
إذا ما نوى قــــربَ الجميلةِ أو الحَدَقِ

وإن غـــــابتِ الأنــــــــوارُ عني فـإنني
أُغنّي هواهــــــــا في الفــلاةِ بلا نَسَقِ

كأنّ نجــــــــومَ الليــــلِ تشهدُ حبَّنـــا
وتهمسُ في سِــــــرّي: تمادى ولا تَفِق

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *