...
Img 20250909 wa0007

 

شعر: حسين العلي

 

أَدينُ لكــــــلِّ ذي فَضـــلٍ بفضلٍ

وأَكــــــرَهُ أنْ أُرى بالذلِّ صاحِبُ

 

وأَحـملُ صــدرَ حــــــــرٍّ لا يَميلُ

إلى جــــــورٍ ولا بالغـــدرِ يُنسَبُ

 

إذا مــــــا جـــارَ ذو حِقدٍ تَجاهي

فــــإنّي بالصَّفـــــــــاحَةِ لا أُؤنَّبُ

 

وإن نــــــالَ الكريمَ أذًى ضعيفٌ

نهضتُ كـــأنَّ في جنبيَّ مِضرَبُ

 

أُصـــــــافحُ كلَّ حــــرٍّ ذي خِلالٍ

وأَجــــتنبُ اللئيـــمَ فــــلا أُقرَّبُ

 

وأَرحــــــــمُ من جَهِلْتُ لهُ خطايا

فإنَّ الحِـــــــلمَ أزينُ ما يُستحبُ

 

فما أُبدي لظالمِنـــــــا انكســـــارًا

ولا أَرضى بخُـــــسرانٍ ولا كَذِبُ

 

ولَســــــــتُ بمُتبعٍ أهـــواءَ نفسٍ

ولا بالمتعصِّبِ حــــــينَ يَغضَبُ

 

أُقيمُ على المــــــروءةِ غيرَ ميلٍ

وأَحـــــكُمُ بالعدالــــةِ إذْ مُصِيبُ

 

وأَصْدُقُ في الوعــودِ إذا نَطَقتُ

ولا أَخـــشى المـــلامةَ إذْ أُعْتَبُ

 

فمَـــــن يَلقَى صَنيعَ الخيرِ مِنّي

فذاكَ الخَيـرُ في الأرواحِ يُكتَبُ

 

إذا جــــــارَ الزمانُ فلستُ أَشكو

وأَدرِكُ أنَّهُ بـــــالوَصلِ أَرحَـــــبُ

 

أُسالــــــــمُ مـــن يُسالمُني بعَدلٍ

وأَمنعُ جـــــــانبي عـــــمَّن تَقَرَّبُ

 

وأَحفظُ حُــــــرمةَ الإخوانِ حتّى

إذا خـــانوا تجرّعتُ الذي جَربوا

 

فإنَّ النّـــــاسَ في الدّنيا امتحانٌ

وفي الأخــــلاقِ يُعرفُ ما تَرتَّبوا

 

ولا أبني العُـــــــلا في جَوفِ زورٍ

فبيتُ الكــــذبِ عن أهليهِ يَخْرَبُ

 

أنا ابنُ الصِّدقِ ما عِشتُ استقمتُ

ولي في كــــلِّ أرضٍ خِلّةٌ تُصحَبُ

 

أُخـــــــالطُ بالقنـــــــاعةِ كلَّ نفسٍ

فــــــلا أَطغى ولا أَستَعبدُ الذَّهَبُ

 

وأَحيـــــــــا بينَ أقــــوامي كَرِيمًا

إذا جـــــــاعوا أُقاسِمُهم وأُقـــرِّبُ

 

أُذيبُ الحــــــــقدَ في قلبي بحُبٍّ

وأزرعُ في فـــؤادِ البُغضِ مَذهَبُ

 

إذا مـــــــا كنتُ في خُـــلقٍ جَميلٍ

فذاكَ العِـــــزُّ لا تــــــاجٌ ولا نَسَبُ

 

ولستُ بســـــــاكنٍ دارَ الهــــــوانِ

فمَسكنُ حــــــــرِّنا في العزِّ مَرتبُ

 

أُقيمُ على وفــــــــــاءِ العهدِ دومًا

وأَحيا مــــــا حييتُ على التهذُّبُ

 

فــــــــإن فارقتُ دُنيا الناسِ يومًا

فذكــــري في القلوبِ يظلُّ طِّيبُ

 

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *