الصحفية: خديجة محمود عوض.
ما بَينَ الحَـرفِ والوَجَـع… امرأة تكتب بِمـداد مِن روحها
حين تخـطّ الكاتِـبة سطـورها، لا تَكتب حروفًـا، بل تنفـث من روحها شيئًا يُشبـه الاعتراف، ويُشبـه التوق إلىٰ حياةٍ أصدق من الواقع.. في كل نصّ تكتبه، ثمة ظلّ جرحٍ قديم، أو صدى حلمٍ يتوارى خلف الحنايا، في هذا الحوار، سنغوص معها في عمق الأسئلة التي لا تُطرح، لنكشف وجه الكاتبة حين تنفرد بنفسها، وتحدّق في ورقةٍ بيضاء كأنها مرآةٌ لنفسٍ تتشكّل.
1. من تكونين حين تنزعين عنكِ لقب “الكاتبة”؟
-أكون طفلة عادية تبلغ من العمر اثنان وعشرين دقيقة وإحدى عشرة ثانية!
ابنة الساعة، والجد، والعمل، أتعرى من كل شيء سوى نفسي.
ومن تكونين حين تنفردين بالقلم وحدكِ دون جمهور؟
-ملكة تتربع على عرش لغة الضاد، تجمع الحروف، وتشكل الكلمات، وتدمج الجمل بكل شغف.
2. متى كانت لحظة البداية؟
-البداية كانت مع أول نص كتبته عن فلسطين الحبيبة.
وما الحدث الذي دفعكِ إلى الإمساك بالقلم؟
-تأثري بالقضية الفلسطينية، واهتمامي بأمرها، بعد شد الخناق عليها في ذلك الوقت.
3. كيف تصفين علاقتك بالنص؟
– علاقتي مع النص تختلف اختلاف الفصول الأربعة، فأحيانأ يكون هناك عشق وتناسق، وتارة اضطراب وتوتر…
– هل هو انعكاسٌ لما تعيشينه أم لما تتخيّلينه؟
-نعم، انعكاس لما أعيشه، ويكون خيالا تارة أخرى فأنغمس فيه.
4. هل تتقبلين النقد بسهولة؟
٥. -نعم، أتقبل النقد.
وما الحدّ الفاصل لديكِ بين النقد البنّاء والهدّام؟
-إلى الحد الذي يركز فيه الشخص عن سلبياتك فقط، دون النظر إلى محاسنك، الذي يحاول كسر قلمك، دون تقديم نصائح لك أو إعطاء فرصة.
5. ما المشروع الأدبي الذي تحلمين بإنجازه ولم يحن أوانه بعد؟
-كتابي الذي قيد الكتابة إن شاء الله.
6. ما الرسالة التي تودين إيصالها لكل فتاة تملك الحرف لكنها تخشى أن تبوح به؟
– أن تتحررمن الخوف، فالخوف أكبر عائق لتحقيق الأحلام.
7. لو سُلب منكِ القلم، هل تظلّين الكاتبة؟
الكتاب لايموتون، ينتهي المداد، وتسلب الأقلام، لكن الأفكار، القضايا، والحكايات لا تنتهي.
أم أن الكتابة عندكِ فعلٌ لا يُفصل عن الهوية؟
-الكتابة جزء مني، وأنا منها.
8. لو كُتب لنصٍّ من نصوصكِ أن يُخلّد، فأيّ نصّ تختارين؟
-نصي بعنوان “حلمي المنشود” .
ولماذا؟
-لأنه أول نص شاركت به، في بداية رحلتي مع الكتابة.
9. وأخيرًا، إن سُمح لقلبك أن يهمس لقارئك برسالةٍ واحدة، لا تنشرها الصحف ولا تدوّنها الكتب، فماذا يقول؟
-ثق بالله أولًا، وبنفسك ثانيًا، وبقدراتك ثالثًا، وإياك أن تهتزأو تميل.
10. كيف ترين نفسك الآن بعد هذا الحوار؟
-صريحة، ومتصالحة مع نفسي.
11 وهل شعرتِ أن الأسئلة كشفت جانبًا مختلفًا عنكِ لم تتحدثي عنه من قبل؟
-نعم.
في الختام..
حين تنتهي الكلمات، يبقى الأثر. وكلمات الكاتبة: “مريم اشريمط ” لم تكن مجرّد حروف عابرة، بل كانت بصمات في ذاكرة القرّاء. نُودّعها ونحن نعلم أن القادم منها سيكون أعمق، أصدق، وربما أشد وقعًا… فهي لا تكتب لتُقال فحسب، بل لتُحسّ، وتُحدث في القلب رجفة لا تُنسى.
مجلة: الرجـوة الأدبيَّة