الكاتبة أمينة حمادة
بعد عشر سنواتٍ من السجن، خرج ليجد زوجته بثوبها الرثّ المهترئ، ويديها اللتين تكوّرتا بالتجاعيد، ووجهها الذي ضرب العمر أخاديدَ فيه، ليبرهن له أن فراقه ليس بهيّن.
لكن كيف له، بنظرته الذكورية، أن يتفهم صبر زوجته على بُعده؟
لم يطل المكوث، حتى طبّق الشرع الذي لا يفقهون سواه، وتزوج بفتاةٍ عشرينية، لو جلست مكان البدر لما حصل فرق…
بدأت الخلافات تدبّ بينهما، حتى غدا لا يرغب بوجودها جواره.
كثرت المشاكل، وفي نهاية المطاف، لم تعد تطيق الحال.
أخذت بسكين المطبخ المركونة على جانب صنبور الماء، وضربته بين كتفيه العريضتين، لكنها فجأة شعرت بالخوف، فاهتزّت يداها وسقطت أرضًا.
التفت لها زوجها يتأوه ألمًا، بيد أن ابنها الوحيد أكمل المهمة على أتم وجه.
أخذ بالسكين الملقى على السجاد، ليغمسه في بطنه ثلاث مراتٍ متتالية.
فخرّ على ركبتيه، ونطق كلمةً واحدة أثارت شجن زوجته المظلومة:
(لماذا؟ لم أتوقعها منك قط).
بقيت زوجته تندب حظها، وتنشج بصوتٍ مسموع، تستغفر ربها لعلّه يغفر لها…