...
Img 20250611 wa0035

كتبت: شهد مُسعد

 

عنوانًا بديهيًا، ولكننا حين نتعمق نكتشف أننا في مجاعة بشرية.

حيث يوجد الكثير من الشباب يعانون من الاكتئاب أو الشعور بعدم الانتماء.

كونهم محاطين بأناسٍ كثيرين، هذا لا يعني بالضرورة أنهم غير وحيدين، فكم من شخص جلس في قلب الزحام، لكن صوته الداخلي يصرخ في فراغٍ لا يسمعه أحد؟

وكم من ضحكةٍ نُشرت على وجهٍ مُتعب، تخفي خلفها حربًا لا تُرى؟

إنها الوحدة التي تتسلل إلينا رغم الحضور، الوحدة التي لا تحتاج إلى غرفة فارغة، بل فقط إلى قلوب لا تنصت.

 

نحن في زمنٍ كثرت فيه “المتابعات”، وقل فيه “الاهتمام”.

نستطيع أن نحكي آلاف الكلمات في رسائل صوتية، لكن لا نجد من يصغي لنبرة ألمنا.

أصبح الكتف الحقيقي عملة نادرة، وأصبح سؤال “عامل إيه بجد؟” يحتاج لشجاعة أكثر من الكلام العادي.

 

العزلة اختيار، لكن الوحدة قيد

العزلة أحيانًا دواء، لحظة راحة نختارها بإرادتنا.

لكن الوحدة شيء مختلف تمامًا. هي الشعور بأنك غير مرئي، أن حضورك وغيابك لا يصنعان فارقًا.

أنك تحاول الحديث لكن الكلام يسقط في هوّة من اللاشيء، لا صدى، لا رد.

 

هل نبالغ؟ لا أظن.

الوحدة أصبحت مرض العصر، ووجع لا يُشخص بسهولة.

تجلس وسط عائلتك وتشعر أنك دخيل.

تحادث صديقك وتشعر أن هناك حاجزًا زجاجيًا لا ينكسر بينكما.

تُحاصر بالأسئلة اليومية: “مالك؟”، فترد بـ “مفيش”؛ لأنك لا تعرف كيف تشرح الوحدة، ولا من أين تبدأ.

 

لكن، ماذا بعد؟

علينا أن نعترف أولًا.

نحن نحتاج لبعضنا البعض، نحتاج لكلمة صادقة، لاحتواء حقيقي.

لا عيب في أن تقول “أنا محتاج حد يسمعني”، ولا ضعف في البوح.

فلعل الكلمة التي تهرب منك، هي نفسها التي ستنقذك.

 

تكلم… فالكلمات التي تُحبس في صدرك، قد تُغرقك بصمتٍ لا يشعر به أحد.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *