...
Img 20251022 wa0100

 

اعداد الحوار : الطاهر عبد المحسن ابراهيم

 

 

في عالمٍ تتزاحم فيه الأصوات وتتشابك فيه التفاصيل، يبقى صوت الشاعر مختلفًا، لأنه لا يكتفي بأن يرى — بل يجعل الآخرين يرون معه.

ومن بين هذه الأصوات الشعرية الراقية يبرز اسم منير الدايري، الشاعر والقاصّ المغربي الذي خطّ لنفسه مسارًا خاصًّا في الكتابة، بين صدق التجربة وعمق الرؤية وجمال اللغة.

وبمناسبة صدور ديوانه الشعري الجديد هذا العام، كان لـ مجلة الرجوة هذا اللقاء معه للحديث عن تجربته الأدبية، ورؤيته للشعر والحياة.

 

أولاً: البدايات وبذور الشعر

 

1. من هو منير الدايري الإنسان قبل أن يكون شاعرًا؟

 

إنسان بسيط يبحث عن المعنى في التفاصيل الصغيرة، يرى في الصمت لغة، وفي الحزن طريقًا نحو الجمال. قبل أن أكتب الشعر، كنت أعيش داخله دون أن أدري.

 

2. متى بدأت علاقتك بالشعر، وكيف اكتشفت أنك تحمل في داخلك هذه الموهبة؟

 

بدأت علاقتي بالشعر منذ الوعي الأول بالكلمة. كنت أكتب لأتنفس، لا لأنشر. الكلمة أنقذتني من صخب العالم ومن وحدتي.

 

 

3. هل تتذكر أول نص كتبته؟ وما الإحساس الذي تركته فيك تلك التجربة الأولى؟

 

نعم، كان محاولة مرتبكة للبوح.

لم يكن جميلًا، لكنه صادق.

ترك في داخلي رعشة تشبه اكتشافك الأول للحب أو للجرح.

 

ثانيًا: *الديوان الجديد وتجربة الكتابة*

 

4. حدثنا عن ديوانك الجديد “كنت وحدي”.؟

 

هو رحلة في عوالم الوحدة، لا بوصفها عزلة، بل مساحة تأمل وسؤال. حاولت أن أقول فيه إن الوحدة ليست نهاية، بل بداية أخرى للذات.

 

5. ما المراحل التي مرّ بها هذا الديوان حتى رأى النور؟ وهل واجهت صعوبات في إصداره؟

 

مرّ بمخاض طويل من المراجعة والتردد.

كنت أريد أن يكون صادقًا لا متكلّفًا، ودار “أثر” منحته الحياة التي يستحقها.

 

6. يقال إن كل ديوان هو مرآة لمرحلة من حياة الشاعر، فإلى أي مدى يعكس هذا العمل حالتك النفسية والفكرية الآن؟

 

تمامًا…

هو مرآة لمرحلة من الصمت والبحث عن المعنى. كتبته وأنا أتعافى من خيباتي وأسائل نفسي عن جدوى الضوء في العتمة.

 

 

ثالثًا:*الشعر والمشهد الثقافي*

 

7. كيف ترى موقع الشعر المغربي اليوم في المشهد العربي؟

 

أرى الشعر المغربي اليوم يعيش لحظة نضج حقيقي. لدينا أصوات تحمل فرادة التجربة وعمق الرؤية، لكنها ما زالت بحاجة إلى ضوء عربي أوسع.

 

8. برأيك، هل ما زالت القصيدة قادرة على التأثير في الإنسان العربي في ظل هيمنة الصورة والتكنولوجيا؟

 

نعم، ما دام الإنسان يحتاج إلى من يصغي إلى وجعه. الصورة تدهشنا، لكن الكلمة وحدها تلمس القلب.

 

9. ما اللغة التي تكتب بها داخل نفسك أولًا: لغة القلب أم لغة الحرف؟

 

لغة القلب أولًا الحرف عندي يأتي لاحقًا ليترجم ما لا يُقال.

 

رابعًا: *بين القارئ والمنصات الحديثة*

 

10. كيف تنظر إلى تجربة النشر والتفاعل مع القارئ في زمن المنصات الرقمية؟ وهل أفادت الشاعر أم أضعفت حضوره الورقي؟

 

هو فضاء يمنح القصيدة فرصة الوصول، لكنه سريع الزوال. الورق يبقى الذاكرة الأصدق للكتابة.

 

11. كيف ترى دور مجلة الرجوة في دعم الأقلام الأدبية العربية، وما الرسالة التي تودّ توجيهها لقرّائها عبر هذا الحوار؟

 

الرجوة من المنابر القليلة التي ما زالت تؤمن بالكلمة الرفيعة. أقدّر جهودها في دعم الأصوات العربية الصادقة، وأهدي قراءها شكرًا بحجم القصيدة.

 

خامسًا: *الآفاق القادمة*

 

12. ما المشاريع الأدبية التي تحلم بتحقيقها في المرحلة المقبلة؟ وهل من ديوان جديد في الأفق؟

 

أعمل على مجموعة شعرية جديدة أكثر نضجًا وهدوءًا، وربما عمل نثري يقترب من سيرة الضوء والظل في حياتي.

 

 

في ختام هذا اللقاء الجميل، يبقى صوت الشاعر منير الدايري شاهدًا على أن الشعر ما زال قادرًا على أن يضيء العتمة ويمنح الإنسان سببًا آخر للحياة.

تشكر مجلة الرجوة الشاعر المغربي على سعة صدره وكرم كلماته، متمنّين له دوام الإبداع والتألق في سماء الأدب العربي.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *