حوار: مصطفى السيد
في مدينة الإسكندرية، وعلى هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، التقينا الكاتب فوزي سعيد الذي أصدر مؤخرًا روايته الورقية الأولى “أسود سادة” عن دار ميثاق للنشر والتوزيع.
وبين البدايات المتواضعة والشغف بالقراءة والكتابة، يحكي لنا فوزي تفاصيل رحلته مع الأدب، والتحديات التي واجهته، وطموحه نحو العالمية.
نشأة بسيطة وشغف مبكر بالقراءة
يبدأ فوزي حديثه قائلًا:
“نشأتي كانت عادية جدًا، لا يوجد فيها ما يميزها سوى ميولي المبكرة للقراءة. كنت أقرأ أي شيء يقع تحت يدي، وكان ذلك ملاذي الوحيد.”
البداية.. صدفة تحولت إلى شغف
يسترجع فوزي بداياته قائلاً:
“بدأت الكتابة بالصدفة، ومع القراءات المستمرة، شعرت أنني أرغب في تجربة الكتابة على الورق، كتقليد لما أقرأه من روايات. لم أكن أتخيل أنني سأكتب رواية كاملة أو أنشرها، وكان ذلك تقريبًا في عام 2008.”
“أسود سادة”.. الحلم يتحقق في معرض القاهرة
ويضيف بفخر:
“من فضل ربنا، أصدرت أول كتاب ورقي لي في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، رواية أسود سادة عن دار ميثاق للنشر والتوزيع، وأتوجه بالشكر لأستاذ محمود البحيري، مدير الدار، على دعمه.”
كما أشار إلى وجود روايتين إلكترونيتين منشورتين على موقع “كتوباتي”، وهما:
منزل رقم 11
خيوط متشابكة
تأثير الكبار.. من كافكا إلى أحمد خالد توفيق
عن الكُتّاب الذين أثّروا في مسيرته، يقول فوزي:
“أكثر من أثّر فيَّ هو فرانز كافكا، ثم دوستويفسكي، وكامو، ونيتشه. ومؤخرًا، تأثرت كثيرًا بالدكتور أحمد خالد توفيق، رحمه الله.”
الكتابة عند فوزي.. الأدب النفسي أولًا
يؤمن فوزي بأن الأدب يجب أن يحمل رسالة، ويوضح:
“أحب أن أكتب عن الأدب النفسي في المقام الأول، ثم الدراما الاجتماعية، بشرط أن تكون كل قصة تحمل رسالة صريحة وواضحة.”
الدعم.. ذاتي في البداية وعائلي لاحقًا
يستذكر فوزي مراحل الدعم:
“في البداية، لم يكن أحد يعرف أنني أكتب، كان الدعم ذاتيًا. لكن في السنوات الأخيرة، جاءت أكبر دفعة معنوية من زوجتي وبناتي، وخالي الأستاذ شريف، وصديقي المهندس بدوي صلاح.”
البيئة والتحديات.. معركة مع الواقع
عن الصعوبات التي واجهته، قال:
“نشأت في بيئة بعيدة تمامًا عن الكتابة والثقافة، فكان من الصعب أن أخرج مختلفًا. واجهت انتقادات كثيرة، لكني قررت الاستمرار حتى أصل إلى شيء أحبه.”
نقد القراء.. فرصة للتطور
يرى فوزي في نقد القراء فرصة ذهبية، حيث قال:
“أرحب كثيرًا بالنقد، فهو يساعدني على التطور. لا يزعجني إطلاقًا، بل أراه مؤشرًا لما يمكن تحسينه في كتاباتي.”
الكتابة اليومية.. والظروف العملية
وعن ممارسته اليومية للكتابة، أوضح:
“لا أكتب يوميًا بسبب طبيعة عملي، ولكن هناك أوقات أتمكن فيها من الكتابة المستمرة على مدار أسبوع أو أكثر.”
الحلم.. الوصول إلى كل قارئ في العالم
بحماس وتفاؤل، عبّر فوزي عن طموحه قائلًا:
“أحلم أن تصل كتاباتي إلى أبعد مدى ممكن، أن تصل أفكاري لكل قارئ في العالم. أنا أفعل ما بوسعي، والباقي على الله.”
لا طقوس محددة.. لكن الفكرة هي البوصلة
عن طقوس الكتابة، يقول:
“لا أتبع طقوسًا يومية. حين تأتيني الفكرة، أبدأ بالعمل عليها مباشرة، أقرأ عنها كثيرًا، وأرتب أفكاري حتى تخرج بأفضل شكل ممكن.”
الكتابة شغف لا ينتهي
بإيمان عميق بالكتابة، يختم فوزي حديثه:
“لم أشعر يومًا أنني يجب أن أتوقف عن الكتابة، بل على العكس، أؤمن أنني بحاجة دائمة للتطوير، وأتمنى أن تصل رسالتي لأكبر عدد من القراء.”
كلمة أخيرة
يقول فوزي سعيد في ختام حواره:
“أشكر كل من دعمني بكلمة طيبة في طريقي، وأشكر أيضًا من انتقدني، فكان سببًا في دفعي للأفضل. وأتمنى لكم جميعًا التوفيق والنجاح.”