شعر: حسين العلي
أنا من كتبتُ الحُسنَ فيكِ قصيدةً
وتلوْتُ في عينيكِ عشقًــــا مُسْعِرا
فـــــإذا ابتسمتِ تنفّسَ الوردُ الذي
أخفى عبيــرَكِ في الصباحِ وتذّكّرا
وإذا مشيتِ تموّجَـــتْ أنســــــامُنا
ورنـــا إليكِ الحــسنُ يُغري البصرا
أنتِ الضيـــــــاءُ إذا الظلامُ تكوّنتْ
أطيـــــافُهُ وبكِ انجـــــلتْ وتنـوّرا
أنتِ القصيدةُ حـــــين يعجزُ شاعرٌ
عن وصفِ وجـهكِ أو يُحدّثُ خبَرا
مـــا للحــــــــنينِ إذا تذكّــــــرَ دربَهُ
إلا هــــــــواكِ يُستــــــدلُّ ويُبصــرا
سجدَ الجمــــــالُ أمام طلعتكِ التي
فيها البهــــــــــاءُ تعـــــــزّزَ وتكبّـــرا
أنتِ البهـــــــــاءُ وإن بـــدا لكِ سائرٌ
فالكونُ دونكِ مـــا استحقَّ المنظرا
أهفو إليـــــكِ كمُغـــــــرمٍ في نشوةٍ
يمشي على الأشـــــواقِ لا يتعثّـــرا
هل ينفعُ التريــاقُ في سُقمِ الهوى؟
والقلبُ فيــكِ تعلّقًــــــا قــــد أُسْعِرا
يا سيـدةَ الأشـــواقِ يــا نَغَمَ الدُّجى
هذي يدي خــذي الحــنينَ وأبحــرا
إني نــــذرتُ إليكِ كــلَّ مشـــــاعري
ومضيتُ خلف هــواكِ عاشقًا مُغْتَرا
أشدو بحــــــرفِكِ إن سكــتُّ كأنّني
أستبطنُ الأشـــــواقَ شِعْــرًا مُسْكِرا
ما كنتُ أعلـــمُ أنّ صـــدركِ موطني
حتى وجــــدتُ به الحـــنينَ مُخيّرا
ما بيننــــــا ســــــرٌّ تخطّى وصفَنـــا
لو قيلَ يُحـــــكى للعُشّــــاقِ أبْهـــرا
يا زهــــرةً في الكـــونِ ما في مثلِها
كم قـــد سقــــاكِ الشعرُ حتى أزهرا
واليـــومَ أختــــمُ مــــا بدأتهُ مودّعًا
لكـــنَّ قلبي بالشعــــــورِ تكسّـــــــرا
ما زلتُ أذكــــركِ الغروبَ إذا انطفى
نورُ الأصــــيلِ على المــدى وتسترا
وأراكِ فـــي حلمي وميـــــضَ تلهّفٍ
يمضي ويبقى في الضلوعِ مُسَطَّرا
إن كان بعدكِ مـــــــــا يُقالُ ختامُنا
فالحـبُّ لا يُطـــــوى ولا يُستذكــرا
سيظلُّ في قلبي صـدى لخطاكِ إنْ
طالَ الغيــــابُ وكـان موتي أيسرا
يا مَن جـعلتِ الشعــرَ أصدقَ دمعةٍ
جــفّتْ… ولكنّ الحـــــنينَ تجـــذّرا