شعر: حسين العلي
وقفتُ على بـــــابِ آمـــــالي أُجمّعُها
وكــــلُّ بــــــــــابٍ ورائي الآنَ يُنكرُهُ
نسيتُ وجـهي ولا مــــــــرآةَ تُذكرني
ولا يــــــدايَ إذا نـــاديتُ تَحضُــــرُهُ
تسلّقتُ وجـــهي فالمرايـــــــا تـردّني
ولا يــــــدٌ من سمــــــاءِ الوهمِ تُنقِذُهُ
كــــــأنّني نُطفةُ الأيّــــــــامِ في عَدمٍ
وكلُّ حــــــلمٍ على أكتــــافيَ يكسِرُهُ
طويتُ أيّــاميَ البيضــــــــاءَ منكسِرًا
كـــأنّ فجــــــــري على صمتٍ يَعبُـرُهُ
ما عــــــــادَ لي غيـرُ ظلٍّ لا يُطاوِعني
ولا حــــــديثٌ إذا نــــــاديتُ يُسعِـدُهُ
أنـــــــــا الذي كــــــــانَ للآمــالِ منزلُهُ
وصـــــــارَ للأحــــــزانِ بابًا لا يوصدهُ
تركتُ قلبي على الأحــــــزانِ منطفئًا
كأنّهُ الضــــــوءُ لا يُجـــــدي تأخُّـــــرُهُ
كـــم خـــانني كـلُّ شيءٍ كنتُ أُمسِكهُ
وهــــــــا أنــــا الآن لا شيءٌ يُحــــرِّرُهُ
والنـــــاسُ تمضي كأنّي غيرُ مُدرَجِهم
ولا التواريــــــــخُ تُعنى أن تُؤرِّخَــــــهُ
سَلْني عنَ الصبــــرِ من جارَتْ نهايتُهُ؟
ومــــــــن تُـــــراهُ إذا نــــادى يُؤجِّرُهُ؟
قد كنتُ أحملُ نــــــارَ الحلـمِ مُشتعلًا
واليومَ حتى رمـــــــــادُ الحلــمِ أنكَرَهُ
فليُغلِقوا البـــــــــابَ لا طَرقٌ يُباغتُني
ولا أمــــــــــانٌ على أطــــــرافِ ذَكَرَهُ
يُنـــــادِيني المـــــــدى لكنْ بـــــلا لغةٍ
كـــــــــأنّ صوتي جـــــــــدارٌ لا يُمرِّرُهُ
أمشي إلى مــــــا وراءَ الوقتِ منطفئًا
كأنني الضـــــــوءُ لكــــــنْ منْ يُفسِّرُهُ؟
يا ليتني كنتُ بعضَ الـــــريحِ أبعثُهــا
ولا أكونُ الذي بالحــــــزنِ يُجمِــــــرُهُ
فالحزنُ بحــــــرٌ ومن حولي زوارقُهم
نجَــــــتْ وبالقعـــــــرِ قلبِي لا يُحرِّكُهُ
فامضوا جميعًــــا ودَعْنوني لسيرَتِكمْ
أنــــــا الــــــرواةُ ولكـــنْ دونَ أسطرِهُ
أنا الخُــــــــرافةُ في إنكــــارِ حقيقتِها
والصمتُ أبلــــــــغُ من ألــــفٍ يُفسِّرُهُ
ما عدتُ أرجو انطفاءً مستعارَ الوجْعِ
فالنــــــارُ نـــــــاري وهذا الليلُ يُكفِرُهُ
وداعُ من لا يُرَجَّــــــــى فيـهِ منعطفٌ
أنا الختـــــــامُ… ومن يُصغي ليختَرْهُ