شعر: منير الدايري
وُلد الهدى،
فانشقّت من قلب الظلمة نافذة،
وتدلّى من أعلى السماء
قنديلٌ يرشّ على الأرض قطرات أمل.
كأنّ الكون كان يتأهّب
لانفجارٍ من نور،
كأنّ الصحراء كانت تهيئ رملها
لتستقبلَ خطى مختلفة،
خطى تمشي على الجرح
وتحوّلهُ طريقًا.
وُلد الهدى،
فتنبهت الكواكب من غفلتها،
وصارت النجوم تتهامس:
هذا زمنٌ جديد،
زمنُ الكلمة التي تروي
ولا تقتل،
وتجمع شتات القلوب
كما يجمع المطرُ
رائحة التراب في أول الفجر.
أيها الميلاد،
أيها الطفل الذي حمل في يديه
وصايا الغيب،
علّمتنا أن السلام
ليس ضعفًا،
بل قوّة تتدفق
من عينٍ تبصر ما وراء السيوف.
وُلد الهدى،
فصار الليلُ قصيرًا،
وصارت العيونُ تعرف الطريق،
والصوت الذي خرج من مكة
ما زال يعلو،
يخترق القرون
كما يخترق النور
أستار العتمة.