شعر: حسين العلي
وقفتُ على مشـــــارفِ كلِّ وجعٍ
ألمْلِـــــــمُ في يديّ شظـــا حياتي
أمــــــرُّ على الوجــــوهِ كأنّ قلبي
يُفتّشُ بينَهــــــــا عـــــن ذكرياتي
وكــــــم من دمعةٍ نُسجتْ رجـاءً
تُخـــــادعُها المنى حتى الانفلاتِ
تُـــــــراكَ ظننتَهمْ أهـــــلَ الأمانِ؟
همُ الغربـــــاءُ في وقتِ الشتـاتِ
زرعتَ الـــــــــودَّ في أرضٍ قَفارٍ
فمـــــــا نبتتْ سوى خيباتِ ذاتِ
فــــــدعْ عنك التعلّــــــقَ بالليالي
فمـــــا في الليلِ غيـــرُ الموبقاتِ
وكنْ للجــــــــرحِ إن خانَتْ يداهُ
رفيقَ الصبـــــرِ في دربِ النجاةِ
فكم مـــن فرحـــــةٍ تأتي خفيّةً
كمــــــا يأتي الندى رغمَ الفُتاتِ
تُخبّئكَ الحـــــــروفُ إذا تنـادتْ
وتخــــذلكَ الدروبُ الموحشاتِ
فلا تغـــــرركَ أنســـــــامُ التّعالي
فكم نـــــاحتْ على وهمِ الثباتِ
تصبّــــــرْ إنّ هذا الليــل يمضي
وإن طالتْ خُطـــــــاهُ المُعتماتِ
ففي أعمـــــــاقنا نبــــــــعٌ خفيٌّ
يرى مـــــــــا لا تــــراهُ الكائناتِ
إذا ضـــــاقتْ بكَ الدنيا فَـقُمْها
بأحـــــلامٍ تُضيءُ المستحيلاتِ
ولا تـــــركنْ إلى صمتِ المعاني
فقد تُخفى الجـــــراحُ الباكياتِ
فــــــــلا تحزنْ على وجهٍ تولّى
ولا تُـــــرجِ الأمـــــاني الهارباتِ
إذا نـــــــاحتْ على الأيامِ نفسٌ
ففيهــــــا ألــــــفُ معنىً للثباتِ
فما بعضُ الكسورِ سوى اتّساعٍ
يُهيّئنــــــا لفيضِ المعجـــــزاتِ