...
Whatsapp image 2025 08 23 at 1.26.09 pm

الصحفية: نور ناز

تُعتبر المواهب والإبداع أدوات قوية تعكس تنوع ثقافاتنا وأراؤنا ، في هذا الحوار، نسلط الضوء على شخصية مميزة تُعتبر نموذجًا للنجاح في مجالها.

_هل لنا بتعريف عليك؟

أماني بالحاج كاتبة عربية، تونس وطني والعراق مسقط رأسي متزوجة ولدي طفلة متحصلة على شهادة جامعية تخصص الصحة الوقائية بالمستشفيات ، الشهر القادم سأبلغ من العمر 39 سنة مقيمة بفرنسا

_كيف اكتشفت موهبتك لأول مرة؟

في الحقيقة اكتشفتها أول مرة وانا تلميذة بالصف الخامس بالأردن ، تنبأت لي إحدى المدرسات بمستقبل أدبي مميز بالمستقبل من خلال الانتاجات الكتابية التي أنفرد بها عن باقي الزميلات بحصة اللغة العربية ولمّحت لي بإحدى المرات بأنني سأكون كاتبة عظيمة يوما ما
ومن ذلك الوقت وأنا أكتب وأركن في رفوف خزانتي.

_ ما التحديات التي واجهتها في تطوير موهبتك؟هل تلقيت دعمًا من أحد في تطوير موهبتك؟

تحديات جسيمة بداية من عائلتي و رفضها بقبول توجهي الأدبي منذ أن نجحت بمعدل عالي بالثانوية وانحيازي للحقل الاعلامي والأدبي بكلية الآداب مما عرقل مسيرتي الأدبية عندما غيرت الاتجاه من أدبي الى علمي تلبية لرغبات عائلتي فانسلخ الحلم مني تدريجيا الى حد ما تزوجت حيث قررت الرجوع الى فطرتي الطبيعية بأن أكون كاتبة لا غير .
التحدي الثاني الذي واجهته هو التهاون المزعج من قبل وطني “تونس” ووزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية والمهتمة بالمعرفة والأدب بتعزيز الجانب الأدبي للمواهب المبتدئة على الصعيد المادي والمعنوي ، فكنت أكتب لكن لا أحد يكترث
*أول من دعمني هو زوجي ، بداية من تونس كان كل ما يعود من العمل اول ما يسألني ماذا كتبت اليوم ؟
وكان يصرّ في كل مرة من بعد ما يتناول عشائه وبعدها أسكب له كأس الشاي نترشفه سويا في قاعة الجلوس يطلب مني حينها أن أقرأ له ما كتبته من خواطر أو رواية أو ما إلى ذلك ، الى حين ما وصلت إلى فرنسا كان من ضمن خطة علاجي من المرض الذي أعاني منه زيارتي لطبيب نفسي يواكب معي مجريات احوالي النفسية وكان لي حظوظ كبيرة في التعرف على الدكتورة بالصحة النفسية د. شريفة صيدر التي سعت جاهدة في تحصيني من مخالب الماضي والمضي قدما لمستقبل أكثر اشراقا ونورا
كان أسلوب علاجها يرتكز بشكل كبير على الكتابة وإفراغ ما أكنّه في جوفي وما أخزنه بقريحتي على الأوراق، مما جعلها منبهرة بالكلمات المبعثرة والمشاعر المتناثرة التي كنت أمليها على الأوراق فدعمتني بشكل جدّي وجذري ومنحي الدعم والتشجيع كونه آن الأوان بخلق عمل أدبي حي وحقيقي يحمل إسمي

_كيف تؤثر موهبتك على حياتك اليومية؟

الكتابة جعلت مني نسخة مختلفة ومغايرة عن ما كنت عليه في عصر الجاهلية الذي كنت أنتمي إليه ، جعلت مني شخص جريء، واعي ، خلّاق لواقع لا يستوعبه أحد غيري فقلمي أعتبره ذلك الرشاش الذي أفزع به أي ظرف أو مشكلة أو معضلة قد تواجهني بطريقي ، شخصياتي وأحداثي و حلالي وحرامي كله مباح على ورقي ، يمكنني أن أخترق الحدود والسدود والقيود من خلال الكتابة . وهذا ما يجعلني قوية ومؤثرة وصادقة في مشاعري وأحاسيسي في كل الحواجز التي منعتني من التفوه ما بداخلي والتبحر في مواضيع قد يعتبرها الكثيرون خط أحمر ، في كتاباتي لا يوجد ألوان ، بل يوجد عمق وصدق .. أستيقظ كل يوم أتحدث مع شخصياتي ما آلت عليها مصائرها وكيف يمكن أن تكون لذة الحبكة و نهاية المسرحية .

_هل تعتقد أن الموهبة وراثية، أم يمكن تطويرها؟

لا أعتقد بالمرة أن الموهبة وراثية وليس لها أي علاقة بالجينات بل هي فطرة ربانية خام يمكنك أن تطورها وتتطور انت معها فتشكلان نسيج انساني أدبي رائع

_كيف ترى مستقبل موهبتك خلال السنوات القادمة؟

لا أعرف إذا كنت ستستوعب ما أخمّن فيه في نفسي مع نفسي عندما أتصل بها وأناقشها في هذه الأمور فأجدها تجيبني إجابة فيها الكثير من الغرابة والثقة والرصانة قائلة لي بعزة وشموخ : سأغير المنظومة الأدبية بالعالم العربي وابني عصر جديد يتحلى بالنخبة والتكنولوجيا سيكون هناك نظرة جديدة مختلفة تماما عن مكانة الكاتب المهمشة والسطحية الى بزوغ نجمه وسطوع شمسه مثله مثل نجوم الانستغرام والتيك توك والفيس بوك ، سأكسر صورة الكاتب الكئيبة والمطفية حول هذا الصخب الهائل من المؤثرين العرب في الآونة الأخيرة ونحقق معا بمشيئة الله جيل جديد يمزج بين السوشيال ميديا والأدب

_ماهي البيئة المناسبة للعمل بالنسبة لك؟

هذا السؤال أضحكني كثيرا ، لأنني لا أنظر من حولي عندما أكتب ولعل أجمل ما كتبته كان في أسوأ ظروف ومراحل حياتي
لقد كتب كتاب ” كطائر الكويتزال ” وأنا لا أملك حاسوب شخصي فقد أهداه لي أحد الفرنسيين الذين تعرفت عليهم لم يكن جديد أو مغري بل كان في أسوأ حالاته وقبلته كما هو حتى اواصل ما أرغب فيه وبعدها كتبت رواية ” ضباع” وليس لدي بيت أساسا في حين كتبت رواية ” كشجرة الغرقد ” و رواية “جوزينا وضرغام ” وأنا لا أملك لا بيت ولا وطن !

_برأيك كيف يتعامل الكاتب مع النقد السلبي؟

بمنتهى الانسيابية ومرونة كبيرة مع الرأي المخالف فالكتابة فن والفن أذواق والذوق وجهات نظر وطريقة تفكير ، الرأي والرأي الآخر .
طبيعتي لا أنزعج من أي رأي سواء ضدي أو في صفي كلاهما يخدمان القضية

_من هو الكاتب الذي ألهمك للدخول لمجال الكتابة؟ وماهي انجازاتك؟

باولو كويلو اول شخصية أدبية رغبت كثيرا أن أكون النسخة الأنثوية منه لكن بطبيعة الحال يجب أن انفرد بطريقي الخاص ، يعجبني أيضا إبراهيم نصر الله أيقونة فلسطينية لن تموت كما أرفع القبعة للعظيم محمود عباس العقاد الذي لم يكمل دراسته وانقطع عنها من الابتدائية وأصبح فيما بعد عميد الأدب العربي

ما هي انجازاتك ؟

مقالات شهرية بمجلة كل العرب بباريس
بالإضافة لرواية “ضباع” و” كشجرة الغرقد ” و “جوزينا وضرغام “

_ماهي طموحاتك في المستقبل؟

ما أطمح إليه وهذه أول مرة أبوح بهذا الشرف للفصح عنه هو تأسيس مكتبة عربية كبيرة لا تحتوي بين زواياها الا الكتب العربية هنا في باريس بمشيئة الله
كما اطمح أن يصل اسمي وصوتي لوطني المشتت “تونس”

_قم بتوجيه رسالة للمواهب المبتدئة؟

لا تخمد ولا تركد مهما كانت الظروف والعواقب و فيما مضى وما هو قادم لا يهمك اي كان العارض الخارجي ما انصحك به هو آمن بنفسك وبأنك تملك كنز عظيم لا يقدره غيرك أنت، فلا تسترخص نفسك يا عزيزي المبتدأ فخبرك قادم مهما كان مؤجل

_كلمة لمجلة الرجوة الأدبية؟

أشكركم على هذه الفرصة القيمة لأخرج ما بداخلي بالرغم انه مازال الكثير لكني ممتنة للفسحة الجميلة التي حظيت بها معكم
داعية من الله بالمزيد من التألق والابداع الذي نرجوه سويا من مجلة الرجوة الأدبية

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *