شعر: حسين العلي
سَلِّمتُ قَلبي لِسِحـــــــرٍ في مُحيّاكِ
فَذابَ عُمـــــري ومـــــا ذُبتُ لِسِواكِ
أَسَــــــرتْ فُؤادي عُيونٌ ما لَها سَبلٌ
تَخطَفُ كَبـرقٍ حَيـــاةَ القلبِ مَغناكِ
يا آيَةً أَشـــــرَقَت في الليلِ مُعجِزَةً
كالشَمسِ تُخفي ظَلامَ الدَّهرِ بُرؤاكِ
أَنتِ ابتِداءُ هَــــــوىً ما كنتُ أعرِفُهُ
حَتّى تَعلَّمتُ صَمتَ العِشقِ مِن فاكِ
يا مَن بَـريقُكِ في الأَجفانِ أَحرَقَني
مــــــــــاذا جَنَيتُ لِتُضنيني مَآقَاكِ؟
مَن علَّمَ الطَّـــرفَ أن يَسبي بنَظرتِهِ
حتّى إذا رُمتُ نَسيـــانًا فأهواكِ ؟
يا مَن سَكنتِ دِمــــــاءَ العِشقِ كُليَّةً
والقَلبُ باتَ أَسيــــــــرًا في مُحَيّاكِ
كم عـــــاهدَتكِ على كَتمٍ فأَفشَتني
نَظراتُ عَينٍ تُذيقُ النَّـــــاسَ أشواكِ
أُخفيتُ وَجــــدي فأَبدَتهُ ابتسامتُكِ
كالشَّمسِ تَفضَحُ سِــــــرًّا في عينَاكِ
أهفـــــو إليكِ وإن عاتَبتُ جَفنَكِ لي
كأنَّ صَوتي صَدى يُدني مَســـــامَاكِ
إنّي غَريقٌ ببحـــــــرٍ لا سَواحلَ فيهِ
والمَوجُ يُلقي فؤادي في لُجَــــــــاكِ
قد كنتُ أحسَبُ أنّ الحُسنَ مُقتَسَمٌ
حَتّى تَفرَّدَتِ الدّنيـــــــــا بمَـــــــرآكِ
مـا ضَرَّنِي أن يَكونَ الحُزنُ مَسكَني
إن كــــانَ بَعضُ الهوى يَجري معَاكِ
إنّي على العَهدِ ما زُلتُ الذي وَهَبَت
رُوحـــــــًا تُنَاديكَ يا أنسِي ومـــلّاكِ
قد يَرحلُ النــــاسُ عن دنيا تَقلِّبُهم
لكـــنَّ قَلبي إلى الأبدين يهـــــــواكِ
يا زهرةً فاحَ عِطرُ الحُسنِ مِن قَدَرٍ
أَهدَت لِقلبي سُلوانًــــــــــــا وإدراكِ
لَولاكِ ما لاحَ فجــرُ الحُبِّ في أَملٍ
ولا تَغَنَّى الهـــــوى بالشّــوقِ لَولاكِ