...
Img 20250904 wa0017

 

 

كتب: منير الدايري

 

حين تُطرح أسماء “اللاعبين الكبار” في عالم التقنية، عادةً ما يتكرر الحديث عن إيلون ماسك أو سام ألتمان. غير أن ثمة اسمًا آخر يطفو بهدوء، بعيدًا عن الضوضاء: باراغ أغراوال، المدير التنفيذي السابق لتويتر. الرجل الذي بدا لوهلة وكأنه خرج من المشهد بعد أن أطاح به ماسك، لكنه في الواقع كان يحضّر لما هو أكبر بكثير.

 

بعد استقالته، توارى باراغ عن الأنظار. وسائل الإعلام افترضت أن مسيرته توقفت هناك، لكن خلف الكواليس كان يرسم مشروعًا يتجاوز مجرد منافسة الشركات العملاقة، مشروعًا يراهن على قلب قواعد اللعبة في الذكاء الاصطناعي.

 

 

 

 

فريق صغير.. بأحلام كبيرة

 

بعيدًا عن الدعاية، جمع أغراوال حوله مجموعة من العقول التي انسحبت من شركات كبرى مثل جوجل وميتا. لم يكن هدفه مجرد إنشاء نموذج آخر ينافس ChatGPT، بل بناء شيء مختلف جذريًا:

 

الاعتماد على تحالفات تمويل غير تقليدية، بعيدًا عن نفوذ وادي السيليكون.

 

التركيز على نماذج أكثر اقتصادًا في الطاقة وأسرع في التعلم، ردًا على الانتقادات الموجهة لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية.

 

والأكثر إثارة للجدل: العمل على دمج الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية للإنترنت نفسه، بحيث لا يكون مجرد تطبيق يمكن إيقافه، بل جزءًا من الشبكة العالمية ذاتها.

 

 

 

 

ما وراء الطموح الشخصي

 

قد يبدو المشهد وكأنه مغامرة فردية، لكن أبعاد المشروع أوسع. إذا تحقق ما يخطط له أغراوال، فإن المنافسة في هذا القطاع لن تبقى مجرد سباق حول “من يبني النموذج الأذكى”، بل ستتحول إلى صراع على من يمتلك الإنترنت القادم، الإنترنت الذي قد لا ينفصل عن الذكاء الاصطناعي لحظة واحدة.

 

اللافت أن أغراوال لا يسعى وراء الأضواء. على عكس ماسك، لا يُكثر من التغريدات ولا من التصريحات المثيرة. وربما هذا ما يجعل خطوته أكثر غموضًا وإثارة للانتباه: مشروع يبنى في الظل، ببطء، لكنه يَعِدُ بقلب موازين اللعبة حين يخرج إلى النور.

 

 

 

 

الخلاصة

 

باراغ أغراوال ليس مجرد “مدير سابق لتويتر”، بل ربما هو الاسم الذي سنسمع به مجددًا حين يتغير شكل علاقتنا بالذكاء الاصطناعي. ومن يدري؟ قد يكون الرجل الذي يعمل بصمت اليوم هو من يضع أسس الإنترنت الذي سيستخدمه العالم غدًا.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *