الكاتبة د. هالة أبو النجا
الشخص العادي يتمتع بأنا ناضجة ويقيّم نفسه بشكل سليم ويعرف قدراته، يرتوي بالاعتداء على من ظلمه وهدفه هزيمة خصمه الذي اعتدى عليه بالفعل، ويدرك أن خصمه مستقل عنه فيتركه ويبتعد عنه بمجرد الانتقام، كما أن لديه تعاطفًا مع الآخر وقد يسامح أو يغفر.
أما الشخص النرجسي فيعاني من هوس جنون العظمة ولا يقدّر نفسه بشكل سليم، ويشعر بالنقص والدونية والجرح النرجسي، وللتغلب على هذا الشعور يبالغ في تقدير نفسه وإنجازاته، وهو لا يرتوي باعتداء واحد بل يظل سنين يشن حروبًا متتالية على خصمه، حقود ولا يجد السلام إلا إذا قضى عليه. وقد لا يتعرض للظلم فعلًا، ولكن يكفي أن يُعترض على رأيه أو تُخالف أوامره أو يتفوق أحد عليه أو يُعاق أمام تحقيق أهدافه. النرجسي يدرك أن عدوه جزء منه ولا بد من السيطرة عليه لأن مجرد استقلاله إهانة، وهو يفتقر للمشاعر فلا يغفر ولا يسامح ويميل إلى السادية والمازوخية والتلذذ بآلام الآخرين.