...
Img 20250923 wa0300

 

 الكاتبة علياء فتحي السيد 

 

ها نحن نمضي في طريق حياتنا..

نتطلع للأمام.. للغد.. للمستقبل..

نسعى ونجتهد، ونذهب هنا وهناك..

نقابل في طريقنا العديد والعديد من الأشخاص والمشاعر والمواقف والأشياء..

تسير خطانا عدوًا وركضًا..

ونحن في طريقنا نمر بمحطات عديدة..

منها محطات الذكريات..

نتذكر خُطى من الماضي مع أشخاص كانوا قريبين لقلوبنا.. أصدقاء كانوا رفقاء لأرواحنا..

كنا نتقاسم همومنا وضحكاتنا..

كنا نتألم سويًا.. نفرح سويًا.. كنا نتشارك كل شئ..

كنا نشعر ببعض دون حاجتنا للكلام..

كانت أكتافنا سند لبعض.. قلوبنا واحدة.. مشاعرنا واحدة.. أرواحنا واحدة..

كنا نجد أماننا معًا.. وراحتنا معًا..

لم يكن هناك مجالًا للخوف أو القلق بيننا..

كنا نأنس ببعض.. كلانا يجد ما ينقصه لدى الآخر..

حين نعبر بكل محطة، تمر أمام أعيننا بعض المشاهد التي تحمل ذكريات غالية..

كم مشينا مع أشخاص.. كم صنعنا من ذكريات ..

بالنهاية ها نحن نسير وحدنا في الطرقات..

لكننا أصبحنا نجد راحة كبيرة وحدنا..

في البداية، وبنفس الأماكن، كنا نفتقد بشدة ونتألم بشدة..

كان ينقصنا شيء ما..

وكأن حتى الطرقات و الجدران تنطق بالذكريات..

كل شئ بكل مكان يُذكِّرنا.. هنا ركضنا، وهنا بكينا، وهنا تألمنا، وهنا ضحكنا من قلوبنا، وهنا لعبنا، وهنا شربنا قهوة، وهنا… وهنا…. العديد والعديد من الذكريات عشناها و صنعناها، وصارت مجرد ماض ورحل..

والآن اعتدنا كل شيء.. واعتدنا مشاهد الفراق..

تعدد الفراق.. وتكرر الرحيل.. وتعددت الناس التي ودعتنا.. وتعدد الخذلان.. وتعددت الذكريات.. وتعددت الأماكن التي أصبحت خالية.. والأماكن التي شعرنا فيها بالغربة.. واعتدنا نفس المشاهد، ونفس الوداع، ونفس النهاية.. ونفس الشعور.. اعتدنا كل شئ..

وكأنها محطات عابرة في حياتنا..

لكنها أبدًا لم تكن لنا مجرد محطات.. كانت بالنسبة لنا أوطانًا ذات يوم..  أخذت من قلوبنا وأرواحنا وأوقاتنا وحياتنا العديد والعديد من المشاعر والأحاسيس..

ثم أصبحت ذكريات..

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *