الكاتبة آلاء فوزي
انتهى الفاصل الإعلاني منذ مدة. كانت أحلام تجلس بملل، تنظر إلى ساعتِها كل دقيقة، وتعدّ الثواني ثم تنفخ بغضب قائلة:
– هل حقًا يريدني هذا الضيف الـ(تييييييت) أن أنتظره شهرًا كاملًا على هذا الكرسي؟
وفجأة، تقفز أحلام وتركض صارخة:
– الحمّام! أين الحمّام؟! هل أكثرتُ من الفلفل الحار على الغداء؟
المخرج يتصل بالتسويف.
التسويف (بملل): من؟ مطعم الفطائر؟!
المخرج (غاضبًا): أقسم أنّني لو رأيتك لصنعتُ منك فطيرة عملاقة! فقط قابلني إن كنتَ رجلًا. أين أنت أيها الكسول؟
التسويف: أنا في البيت كما تعلم. لقاء ممل كهذا – بهذه الأهمية – على التلفاز يحتاج إلى تركيز. لذا شربتُ عشر فناجين قهوة، ولعبتُ رياضة لمدة نصف ساعة، ثم أخذتُ حمامًا ساخنًا، ثم…
المخرج (مقاطعًا): أخرس! لم أطلب منك أن تحكي لي قصة حياتك. هل ستأتي أم لا؟
التسويف: سآتي بعد الغداء والقيلولة.
المخرج (صارخًا): لا زال هناك غداء وقيلولة أيضًا؟ ستُصيبني بالجلطة يا هذا!
التسويف: أهدأ من فضلك، كفّ عن الصراخ في أذني.
المخرج: لحظة… هل قلتَ منذ قليل كلمة اللقاء الممل عن برنامجي؟
ارتبك التسويف وقال متلعثمًا: آآآ… أنا… في الواقع… سأ… سأشرح لك…
المخرج (بحسم): قلت ذلك أم لا؟
التسويف: أجل، قلت.
المخرج (زافرًا بهدوء): إذن لا داعي أن تأتي. لن يرتاح ضميري إن أصابك الملل بسببي.
التسويف: وبالنسبة للمال الذي اتفقنا عليه، رجاءً أرسله بالبريد.
المخرج: اتفقنا أن تأخذ ثلاثة ملايين جنيه مقابل أن تظهر في البرنامج. لكن بما أنّك لن تأتي، فلن تحصل على المال.
التسويف: بل سآتي فورًا!
المخرج (ساخرًا): لا، انسَ الأمر. فلديك عمل كثير: غداء… وقيلولة… وفطائر!
التسويف: رجاءً! أحتاج إلى المال لسدّ ديوني.
يغلق المخرج الهاتف في وجهه.
تخرج أحلام من الحمّام وتسأل:
– ألن يأتي ضيفنا؟
المخرج: أنهينا الحلقة، فلن يأتي.
أحلام (بخجل): أعتذر عن إضاعة وقتكم، أعزائي المشاهدين، وأؤكد لكم أنّ الحلقة القادمة – بإذن الله – ستكون مشوّقة، وأنّ ما حدث اليوم لن يتكرر أبدًا. إلى اللقاء.