...
Img 20250925 wa0427

الكاتبة آلاء فوزي

انتهى الفاصل الإعلاني منذ مدة. كانت أحلام تجلس بملل، تنظر إلى ساعتِها كل دقيقة، وتعدّ الثواني ثم تنفخ بغضب قائلة:

– هل حقًا يريدني هذا الضيف الـ(تييييييت) أن أنتظره شهرًا كاملًا على هذا الكرسي؟

 

وفجأة، تقفز أحلام وتركض صارخة:

– الحمّام! أين الحمّام؟! هل أكثرتُ من الفلفل الحار على الغداء؟

 

المخرج يتصل بالتسويف.

 

التسويف (بملل): من؟ مطعم الفطائر؟!

 

المخرج (غاضبًا): أقسم أنّني لو رأيتك لصنعتُ منك فطيرة عملاقة! فقط قابلني إن كنتَ رجلًا. أين أنت أيها الكسول؟

 

التسويف: أنا في البيت كما تعلم. لقاء ممل كهذا – بهذه الأهمية – على التلفاز يحتاج إلى تركيز. لذا شربتُ عشر فناجين قهوة، ولعبتُ رياضة لمدة نصف ساعة، ثم أخذتُ حمامًا ساخنًا، ثم…

 

المخرج (مقاطعًا): أخرس! لم أطلب منك أن تحكي لي قصة حياتك. هل ستأتي أم لا؟

 

التسويف: سآتي بعد الغداء والقيلولة.

 

المخرج (صارخًا): لا زال هناك غداء وقيلولة أيضًا؟ ستُصيبني بالجلطة يا هذا!

 

التسويف: أهدأ من فضلك، كفّ عن الصراخ في أذني.

 

المخرج: لحظة… هل قلتَ منذ قليل كلمة اللقاء الممل عن برنامجي؟

 

ارتبك التسويف وقال متلعثمًا: آآآ… أنا… في الواقع… سأ… سأشرح لك…

 

المخرج (بحسم): قلت ذلك أم لا؟

 

التسويف: أجل، قلت.

 

المخرج (زافرًا بهدوء): إذن لا داعي أن تأتي. لن يرتاح ضميري إن أصابك الملل بسببي.

 

التسويف: وبالنسبة للمال الذي اتفقنا عليه، رجاءً أرسله بالبريد.

 

المخرج: اتفقنا أن تأخذ ثلاثة ملايين جنيه مقابل أن تظهر في البرنامج. لكن بما أنّك لن تأتي، فلن تحصل على المال.

 

التسويف: بل سآتي فورًا!

 

المخرج (ساخرًا): لا، انسَ الأمر. فلديك عمل كثير: غداء… وقيلولة… وفطائر!

 

التسويف: رجاءً! أحتاج إلى المال لسدّ ديوني.

 

يغلق المخرج الهاتف في وجهه.

 

تخرج أحلام من الحمّام وتسأل:

– ألن يأتي ضيفنا؟

 

المخرج: أنهينا الحلقة، فلن يأتي.

 

أحلام (بخجل): أعتذر عن إضاعة وقتكم، أعزائي المشاهدين، وأؤكد لكم أنّ الحلقة القادمة – بإذن الله – ستكون مشوّقة، وأنّ ما حدث اليوم لن يتكرر أبدًا. إلى اللقاء.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *