الكاتبة أرزاق محمد
بين صفحات الكيمياء العلاجية، أجدُ نفسي تائهًا في عالمٍ من الجزيئات والمركبات، أحاول فهم كيفية تفاعلها مع الجسم البشري، وكيف يمكن استخدامها لعلاج الأمراض.
أشعر بالدهشة عند اكتشاف كيفية عمل الأدوية، وكيف يمكنها أن تغيّر مسار الحياة.
بين خطوط تلك الحلقات الأروماتية، ضللتُ طريقي. بين هذا المركب وذاك، أضعتُ الشغف.
انكسرتُ إلى جزئين مع كل انكسارة إستر، ومع كل كربونة انتزعتُها، بقيتُ إثرها فارغًا، حيث لم تملأ فراغي أيّ ذرة هيدروجين مستبدلة.
واعتبرتني آنذاك ذرة النيتروجين سارقة وقاسية، لأنني انتزعتُ منها مجموعتها التي كانت تضفي عليها نوعًا من التعقيد، وتجعلها محط اهتمام وتركيز.
أضفتُ الماء للأميد، لكن تحلله لم يكن سهلًا، بل كان السهل تحلل جميع معلوماتي التي قد جمعتُها رغماً عني.
وأصبح عقلي آنذاك كما حلقة بنزين فارغة، تبقى طوال حياتها سامة، لا تُسبب شيئًا سوى المرض…