...
Img 20251001 wa0004

 

 

الكاتبة رحمة سليمان 

 

منذ فترة وجيزة،

وأنا أفتقدني كثيرًا. أفتقد بسمتي حين كانت ترتسم على وجهي في طفولتي، وأنا هادئة البال، يملؤني السلام. لا شيء كان يشغل فكري سوى تلك الدمية التي رأيتها، وتمنيتُ شراءها. لم يكن المستقبل يقلقني.

 

تلاشت ملامح طفولتي، وتشكلت منها امرأة عشرينية بائسة، مثل أولئك الذين كنت أراهم في الماضي وأتعجب منهم. أما اليوم، فقد أصبحتُ مثلهم.

 

لا شيء مما تمنّيته تحقق. كل الأحلام انهارت أمامي، وكأنها قشّ تطاير مع الرياح. أين عمري الذي أعيشه؟ إنه يُسرق دون أن أشعر، ينفلت من بين أناملي كالرمال. هل هذا هو العمر؟

 

لقد بكيتُ كثيرًا، وعانيتُ معه. كنتُ أظن بالأمس أنني أعرف طريقي، واليوم أنا تائهة فيه. أركض داخله والظلام يحيط بي، والتشتت يملأ فكري. لا أدري إن كان في نهايته نورٌ يدفعني للاستمرار، أم سأظل أركض في ساحة الحياة ضائعة، بلا عنوان، كقصة هامشية، حين تنتهي لن يتذكرها أحد.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *