كتب: أحمد فارس
بالصدفة شاهدت مقطعًا قصيرًا على منصة “تيك توك” يظهر فيه الممثل التركي الشهير شاتاي أولسوي، وهو ما دفعني لمتابعة مسلسل كبري على نتفليكس، حتى أنني لم أتوقف إلا بعد مشاهدة الحلقات الثماني كاملة. ومع انتهاء التجربة وجدت نفسي أمام عمل يثير النقاش من زاويتين: فنية وفكرية.
الشق الفني والدرامي
تدور أحداث المسلسل حول شاب يُدعى جوكهان شاهين أوغلو، يعيش حياة عادية قبل أن يتلقى رسائل غامضة من “كبري” التي يظنها فتاة في البداية، لتقوده الأحداث لاحقًا إلى اكتشافات غير متوقعة.
المسلسل مشوق حتى نهايته، يتميز بإخراج جيد وأداء مميز لشاتاي، خاصة في مشهد انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة بأكملها باستثناء المسجد، حيث ارتفع صوت الأذان في لحظة أسطورية.
لكن العمل لم يخلُ من سلبيات، أبرزها الأخطاء الدينية التي أثارت الجدل، مثل تصوير مجسم لسيدنا نوح أو محاكاة مشاهد مرتبطة بالأنبياء. ورغم ذلك، فإن التسرع بالحكم على المسلسل من خلال حلقاته الأولى قد يوحي للبعض أنه عمل إلحادي، بينما تكمن رسالته الحقيقية في نهايته.
الشق الفلسفي
هنا يبرز البُعد الأخطر. فالبعض يرى أن المسلسل يحاول التشكيك في قصص الأنبياء، بينما يقرأه آخرون كتحذير من خطورة الذكاء الاصطناعي. لكن السؤال الأهم الذي يطرحه العمل هو:
هل يمكن للآلة أن تؤثر في إيمان الإنسان؟
إذا كانت التكنولوجيا قادرة على تقليد المشاعر والتلاعب بالعقول، فكيف سيكون موقف الناس إذا واجهوا فتنة كبرى مثل المسيخ الدجال؟
من زاويتي، أرى أن المسلسل يقدّم تحذيرًا ذكيًا: لا تصدّق كل ما تراه في عصر السوشيال ميديا. فالإيمان لا يجب أن يهتز أمام آلة، لكن الغفلة قد تجعل البعض يخلط بين الوهم والحقيقة.
خاتمة
يتركنا كبري أمام تساؤل مفتوح:
هل نحن مستعدون لمستقبل قد تتداخل فيه الحدود بين الحقيقة والوهم، وبين الإيمان والآلة؟