...
Img 20251005 wa0033

كتب: أحمد فارس 

 

يُعتبر فيلم “من أجل زيكو” واحدًا من أنجح الأفلام في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد النجاح الكبير لأغنية “الغزالة رايقة” التي ارتبطت به. لكن يبقى السؤال: هل حمل الفيلم فعلًا رسالة هادفة للأجيال القادمة، أم أنه كان دعوة مبطنة للتفاهة؟

 

في رأيي، لم يقدم الفيلم رسالة إيجابية يمكن البناء عليها، بل بالعكس؛ لو كان الأمر بيدي لمنعت الأطفال من مشاهدته. فالفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة لتشكيل وعي الأجيال.

 

لو عدنا قليلًا إلى الماضي، سنجد في الثمانينات والتسعينات أعمالًا عظيمة غرست فينا قيمًا ومبادئ راسخة. يكفي أن نذكر مسلسل “يوميات ونيس” الذي علّم جيلًا كاملًا كيف يكون أبًا صالحًا أو أمًا فاضلة. ورغم وجود بعض الملاحظات عليه مثل مشاهد التنمر، إلا أن رسالته الجوهرية كانت بناء الإنسان على أساس الأخلاق والعلم.

 

أما “من أجل زيكو” فقد انطلق من قصة بسيطة: طفل يُشارك بالخطأ في مسابقة للعباقرة بسبب تشابه الأسماء. وفي النهاية خرج الفيلم برسالة خطيرة ومختصرة: “لكي تنجح في هذا البلد عليك أن ترقص وتغني وتتماشى مع التفاهة، أما العلم فلا قيمة له.”

 

قد يقول البعض إن الفيلم يعكس واقعًا نعيشه بالفعل، وهذا صحيح، لكنه بدلًا من أن يُدين هذا الواقع ويحث على تغييره، ساهم في تكريسه. كان من الأولى أن تُستثمر ملايين الجنيهات في عمل يُعلي من قيمة العلم والاجتهاد بدلًا من الترويج لفكرة أن التفاهة طريق النجاح.

 

يبقى السؤال الأهم: أين دور الفن والسينما اليوم في مواجهة الانحطاط الذوقي الذي نعاني منه؟ وأين هي الأعمال التي تُحفّز الأطفال والشباب على حب المعرفة والعمل بدلًا من أن تدفعهم إلى طريق التفاهة؟

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *