بواسطة المحررة: شهد مُسعد “إيِلانا”
في زمنٍ تكثر فيه الأصوات وتتنافس فيه المواهب، تبقى البصمة الحقيقية للموهبة الصادقة وحدها، لا تُخطئها عين ولا تُنكرها أذن.
اليوم نستضيف شخصية شابة متميزة، شقت طريقها في مجال الإعلام رغم التحديات، وفرضت حضورها بإصرارها وشغفها.
مرحبًا بكِ معنا نانسي، بدايةً نود أن نتعرف إليكِ عن قرب، من هي نانسي عبد المنعم بعيدًا عن الإعلام؟
اسمي نانسي عبد المنعم، عمري ٢٢ عامًا، من محافظة الجيزة الهرم تحديدًا. أدرس في الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، وهي داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.
أنا الآن في الفرقة الثانية، وقد تأخرت عامين بسبب ظروف مررت بها في الثانوية العامة.
متى بدأتِ علاقتكِ بالإعلام؟ وهل هو شغف قديم أم قرار لاحق؟
منذ بداية اختياري للمجال، شعرت أنه يناسبني وأنني أجد ذاتي فيه، لم يكن دخولي بدافع المجموع فقط، بل كان نابعًا من إحساس داخلي بأن هذا المجال لي، ومع مرور الوقت، أيقنت أنه القرار الصحيح.
هل خضتِ تدريبات أو حصلتِ على دورات لدعم نفسك في هذا المجال؟
نعم بالتأكيد، حصلت على عدة كورسات، منها
Soft Skills,ICDL, HR
كما تدربت على كيفية التعامل مع العملاء، أما على مستوى الخبرات العملية، فقدمت خمس حلقات بودكاست في “راديو كاسيت” كتدريب، كما قدمت حلقتين على قناة “الصحة والجمال”.
أنا أيضًا عضوة في حزب “حماة وطن”، وشاركت ضمن الإعلاميين في “اتحاد شباب العمال”.
نشرت ثلاث مقالات في جريدة “النيل اليوم”، وتلقيت تدريبًا عمليًا فيها في الصحافة والإعلام وتقديم الاسكريبت.
ما رأيك في حال الإعلام حاليًا؟ وهل ترين أنه في تطور أم تراجع؟
أراه مجالًا واسعًا ومنفتحًا، يشمل أشكالًا وألوانًا مختلفة. نعم، هناك تطورات واضحة، فقد بدأنا نبتعد عن الورقي ونتجه أكثر نحو السوشيال ميديا والمنصات الرقمية.
هو مجال جميل،فيه الجوانب الإيجابية والسلبية. لكن الأهم أن نتمسك بالمبادئ، خصوصًا نحن الفتيات.
ما طموحك الذي تسعين لتحقيقه في المستقبل؟
أطمح إلى بناء “كارير” ناجح في مجال الإعلام، وأن أحقق ذاتي أيًّا كان الطريق الذي سأكمل فيه. سواء في الإعداد، أو التقديم، أو حتى الإخراج التلفزيوني. ما زلت في مرحلة التجربة والبحث، أعيش محطات متعددة حتى أجد نفسي في ما يناسبني أكثر، وسأكمل فيه بإذن الله.
كيف تتعاملين مع النقد، خاصةً إن كان سلبيًا؟
في الحقيقة، أنا من محبي الانتقاد، أتعامل معه بإيجابية. أحاول أن أفهم وجهة نظر من أمامي، وأن ألاحظ ما الذي قد يكون خطأً في أدائي، ثم أعمل على تطوير نفسي وتجاوز ذلك، لا أحب أن أبقى على ما أنا عليه، بل أؤمن بأهمية التغيير والتحسين المستمر.
هل كان هناك شخص أو موقف له أثر كبير في دخولك المجال؟
نعم، أهلي كانوا دائمًا مصدر دعمي الأول. في ظل الظروف التي مررت بها، كان يمكن أن يرفضوا فكرة أن أُكمل تعليمي، لكنهم آمنوا بي وشجعوني، ومن جهة أخرى، دخولي المجال نابع من حب شخصي له، وليس فقط بتأثير من الآخرين.
من هو قدوتك في مجال الإعلام؟
الإعلامية منى الشاذلي هي قدوتي، أرى فيها النموذج المهني الهادئ والواثق، وأتمنى أن أصل إلى مستوى يلامس ما قدمته.
ما رسالتك لمن يريد دخول مجال الإعلام، لكنه متردد؟ وما القيم التي ترين أنه يجب أن يتمسك بها؟
أنصح كل من يحب المجال ألا يتردد. إذا شعرت أنه يناسبك، فامضِ فيه. الإعلام ليس فقط صورة وكلامًا، بل هو مسؤولية ورسالة. لا بد أن نتمسك بالمبادئ والقيم، وخصوصًا الفتيات، فالمجال يتطلب ثباتًا ووعيًا. ومع الوقت، يجد كل شخص موقعه الذي يناسبه.
نختم حوارنا بكلمة أخيرة تحبين توجيهها للقراء أو لجمهوركِ؟
أشكركم على هذه المساحة الجميلة، وأتمنى أن أكون قدمت شيئًا مفيدًا. لكل شخص يسعى خلف حلمه، لا تيأس، واستمر بالتجربة. فالنجاح لا يأتي دفعة واحدة، بل هو نتاج محاولات كثيرة.
وأخيرًا، هل يمكن أن تطلعينا على نموذج من أعمالك الإعلامية؟
بالفعل، شاركت بمقالات في “النيل اليوم”، وقدمت عدة حلقات إذاعية وتلفزيونية، ويمكنني مشاركتكم بعضها في وقت لاحق.
شكرًا لضيفة “الرجوة الأدبية” الإعلامية “نانسي عبد المنعم”، على سعة صدرها وصدقها، وعلى هذا الحوار الذي فتح لنا نافذة على بداياتها وطموحاتها.
ولقرّاء “الرجوة الأدبية” نقول كما نردد دائمًا:
ابحثوا عما يُلهمكم… ربما تجدونه في كلمة، أو في حلمٍ صغيرٍ يولد من حوار كهذا.