كتبت: المحبة لله
دارين ببسمة تعلو ثغرها: داليدا يا لكِ من جبانة، تنسين رفقة الطفولة بتلك السرعة.
داليدا: وهل لي من ذلك؟ لقد ألتحقت بكلية الفنون الجميلة هنا بالإسكندرية لم أعد أذهب إلى القاهرة أو طنطا منذ قدومي إلى هنا.
دارين: يا لها من مفاجأة لقد سررت كثيرًا لكِ.
داليدا: لقد ظننت أن رين لن تترك تلك الفرصة وستكون بالجامعة قبل الجميع، ماذا حدث لرين الموهبة؟
دارين: ظروف قاهرة لن أستطع المشاركة.
داليدا: وما تلك النظارة الجميلة؟
دارين: أنتِ من البداية لم تلحظي هذا الأمر!!
داليدا بتعجب: أي أمرًا هذا يا رين؟
دارين بصوت خافت: إنني لا أراكِ يا رفيقتي.
داليدا كادت أن تتحدث لولا دخول خالة دارين مقاطعة إياها.
هالة: من هذه يا ابنتي؟
دارين: إنها صديقة طفولتي خالتي داليدا.
هالة بترحاب: مرحبًا بك يا ابنتي.
داليدا: أهلاً وسهلاً بك عمتي، رين لماذا ترتدي تلك النظارة لم تجيبي؟
هالة: هلا قدمتِ معي يا ابنتي داليدا؟
دارين أمسكت يد خالتها وحثتها على الجلوس بقربها قائلة: سأخبرك منذ فترة طويلة تعرض والداي إلى حادث سير وكنت معهم ذاهبين إلى طنطا وأبي أصر على الذهاب للحاق بعرس ابن خالتي حسام تزوج من إمرأة أجنبية، لكن أبي قال أن الزفاف يكون هنا قبل السفر ولم يدركه؛ لأن السيارة قد انقلبت وذهبوا بها تاركين إياي في الحياة دونهما، فمكثت مع خالتي لفترة بطنطا قبل عودتنا إلى القاهرة والبقاء بها حتى الآن.
داليدا بحزن: البقاء لله لم أعلم بالأمر رين، إنني أسفة لا أعي جرحك أو تذكريك بما حدث.
دارين: أنا لا أنسى من الاساس لتجعليني اتذكر.
مريم بمرح: هل فاتني شيء يا رفاق؟
دارين ببسمة: روما لقد أتيتِ.
مريم بشموخ: بالطبع، لا يمكنني تفويت حدث كهذا آنستي.
داليدا: قدمت لحضور العرض أم المشاركة؟
دارين: آتت لتدعمني يا داليدا.
مريم: جميلتي مشاركة وستفوز بإذن اللّٰه.
داليدا بغرور: معذرة، من التي ستفوز وتسافر إلى لندن؟
مريم بذات النبرة: دارين أحمد شاهين.
دارين: روما ما تفعلينه عيب.
هالة: هل لي بسؤال، مريم كيف أتيت إلى هنا؟
مريم: لاحقًا عمتي لنخبر تلك المغرورة باسم الفائزة أولاً.
داليدا: أنا ورين واحد، لكن بهذا الشأن إنني الظافرة بدون كلمة.
مريم: في كل معرض كانت تحصل على المركز الأول، ما بالكِ بهذا؟
داليدا: هذه مسابقة يا صغيرة، دارين تتحلى بروح رياضية أعلم.
هالة: دعونا ننتظر النتيجة حينها تشاجروا مثلما تريدون.
مريم: متى ستبدأ المسابقة لقد مللت.
دارين: قولي لي يا روما، كيف جئتِ إلى هنا؟
مريم بمزاح: بالسيارة.
دارين: تعلمين ما أقصده من سؤالي.
مريم: لقد استأذنت أمي ورفضت أن آتي وراءك؛ لذا أغلقت غرفتي علي وأنا أدرس الآن، حتى حينما نتشاجر لأجل شيء ما كنت أذهب إلى فراشي وأكتب لافتة على الباب ” لا أريد الازعاج إنني أدرس”.
دارين: هل تمزحين معي أم ماذا؟
مريم: ما هذه الجدية يا رين؟
دارين: نعم إنني لا أمازحك عليكِ العودة إلى البيت قبل أن تلاحظ والدتك غيابك.
مريم بحزن: بعد ظهور النتيجة لن ترين وجهي مجددًا.
دارين: أنتِ تدرين أن وجودك مهم بالنسبة لي، لكن ما فعلتيه عيب أن تكذبين على أمك.
مريم: لا تفتعلينها مشكلة يا حبيبتي، أعدك بعدما ننهي ذلك اليوم سأعتذر لأمي.
دارين: لنرى…
بدأت المسابقة بالتمنى للجميع بالتوفيق والنجاح إلى أن عرضت جميع اللوحات الفنية بالاسماء المدونة عليها وجاء دور إبداع قلم وفرشاة دارين ابنة طنطا كما سجلت إسمها.
مريم: يا للروعة، ما هذا الجمال يا ربي!
دارين: لا تبالغين يا صغيرة، لن أسامحك على فعلتك بمجاملتي.
هالة: معها حق يا ابنتي، جميع اللوحات التي رسمتها غاية في الروعة والجمال الجميع مبهور بها حتى رفيقتك.
دارين: داليدا، أين هي؟
مريم: تتصفح الأعمال وتأخذ بعض الصور التذكارية.
دارين: هي من تتحلى بالروح الرياضية الآن.
مريم: والغرور أيضًا.
دارين: لتصمتِ قليلاً يا روما.
هالة: سيعلنون اسم الفائز بعد قليل يا ابنتي، هل أنتِ متحمسة؟
![]()
