شعر: حسين العلي
غَزَّة ويا نارَ البطولةِ في الدّمِ
فيكِ الجراحُ على الكرامةِ تشتعل
قومي كعهدِكِ لا تُطيقي ذِلّـة
فالقدسُ تعرفُ من يُذادُ ولا يَذِل
أطفالُكِ الشهداءُ زادُ مقبرةٍ
ودموعُ أمٍّ في اشتياقٍ لا يُمل
فيكِ الأباةُ وقوفُهم أنشودةٌ
وسيوفُ صبرِكِ في الوغى صقل
شكوى الحجارةِ لا تبوحُ بسرِّهم
لكنْ على وجدانِهم مجدٌ يُطل
قصفٌ، وموتٌ، والبيوتُ رمادُها
لكنَّ نورَكِ في الدُّجى لا يُختزل
يبقى الحنين وإن تمادى ليلُنا
ضوءًا على أنقاضِ آلامٍ يُهل
غزةْ، ويا وَجَعَ العروبةِ إن بكت
عينُ الصباحِ على المدى دمٌ وطل
للهِ أنتِ و كيفَ تركَعُ هامةٌ
علّمتِنا أنْ يُستحى المجدُ الجَذَل
قولي لِمن خانوا وساومَ صمتُهم:
قـد سُجّلت فيكم خياناتٌ تُذَل !
غزةْ وعينُ الحقِّ فيكِ بَصيرةٌ
لا يغلقُ التاريخُ من خانَ الأصل
دمُكِ ارتقى لسماءِ ربٍّ عادلٍ
يا من كرامتُكِ المقامُ والمقل
ما خابَ فيكِ دعاءُ أمٍّ ساهرةٍ
تبكي على جُرحٍ وتُصغي للأجل
في كلّ بيتٍ قصةٌ لا تنثني
لكنْ بصبرِكِ تُروى وتُنتقَل
مذ شُدَّ جُرحُكِ لم تميلي لحظةً
بل كنتِ فجرًا في المحافلِ يُشتعل
صوتُ الأذانِ على الدمارِ بشارةٌ
لا انكسارَ وفي العروقِ من عمل
منكِ البدايةُ والختامُ رسالةٌ
قد خُطَّ فيها حبُّنا فوقَ الأزل
غزةْ، ولو باعَ الزمانُ كرامةً
تبقينَ أرفعَ من مقاييسِ الدول
ما النصرُ إلا مم دروبِ دمائنا
قـد أيقنَ الأحرارُ أن المجدَ ثُكل
ناموا ولكـن الزمانَ سيوقظُ الـ
عافلين من ليلٍ ثقيلٍ وارتحل
هذا الطريقُ مليءُ دمع ودمٍ
لكن آخرهُ ستُغرسُ فيه الأمل
ما كنتِ يا غزةْ ركامًا نائمًا
بل كنتِ رغم الحزنِ أسطورةَ تُجَل
أنتِ الجدارُ وأنتِ قُبلةُ عاشق
في كلّ زاويةٍ صدى الشهداءِ حل
فيكِ العزاءُ لأمةٍ متخاذلةٍ
وفيكِ معنى الكبرياءِ لمن عدل
غزةْ ويا روحَ الصباحِ تأمّلي
ما دامَ فينا طفلُكِ الثائرُ بطل
ما زلتِ في وهجِ الطهارةِ واقفةً
تتلو على وجهِ الكواكبِ ما حصل